رؤيا مغايرة

شكراً “كورونا”...

| فاتن حمزة

نعم،‭ ‬أقولها‭ ‬بملء‭ ‬الفم‭ ‬شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬أربكت‭ ‬حسابات‭ ‬الراقصين‭ ‬على‭ ‬جراحاتنا‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬خطوات‭ ‬الدولة‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬المرض‭ ‬وتداعياته،‭ ‬حتى‭ ‬عجزوا‭ ‬عن‭ ‬مجاراتها‭.‬

شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬لأولئك‭ ‬الناقمين‭ ‬كم‭ ‬أننا‭ ‬ننعم‭ ‬بقادة‭ ‬أثبتوا‭ ‬دائماً‭ ‬أنهم‭ ‬بحجم‭ ‬المسؤولية‭ ‬والقرار‭ ‬الصائب،‭ ‬شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬نبهت‭ ‬الغافل‭ ‬أو‭ ‬المتغافل‭ ‬كم‭ ‬هي‭ ‬قريبة‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬قادتنا‭ ‬وحاجات‭ ‬المواطنين‭.‬

شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬عجز‭ ‬أذناب‭ ‬أعدائنا‭ ‬ممن‭ ‬يتكلمون‭ ‬بلساننا‭ ‬أن‭ ‬يثبتوا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬لها‭ ‬بالولاء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬وطنهم‭ ‬أتت‭ ‬بعشر‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬وتفعله‭ ‬دولتنا‭ ‬لنا‭.‬

شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فخطوات‭ ‬الدولة‭ ‬أنست‭ ‬المواطن‭ ‬المرض‭ ‬وخففت‭ ‬من‭ ‬وطئته،‭ ‬ولولاك‭ ‬لما‭ ‬عرف‭ ‬الغافل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭.‬

شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬أعيننا‭ ‬الغطاء‭ ‬وبينت‭ ‬لنا‭ ‬صديقنا‭ ‬من‭ ‬عدونا،‭ ‬واعينا‭ ‬من‭ ‬غافلنا،‭ ‬حليمنا‭ ‬من‭ ‬مستهترنا‭ ‬وأحمقنا،‭ ‬نبيهنا‭ ‬من‭ ‬ساذجنا‭.‬

شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬استطعت‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬عجز‭ ‬عنه‭ ‬نوابنا‭ ‬الذين‭ ‬اخترناهم،‭ ‬فقد‭ ‬أسقطت‭ ‬عنا‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وأجلت‭ ‬القروض‭ ‬وقائمة‭ ‬طويلة‭ ‬يعرفها‭ ‬الجميع‭.‬

شكراً‭ ‬كورونا،‭ ‬فقد‭ ‬نبهتنا‭ ‬إلى‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬وجود‭ ‬السفهاء‭ ‬والتافهين‭ ‬والحاقدين‭ ‬والأنانيين‭ ‬والمستهترين‭ ‬والجاحدين‭ ‬للنعم،‭ ‬فقد‭ ‬ميزت‭ ‬لنا‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭. ‬وشكرك‭ ‬يطول‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬أتوقف‭ ‬هنا،‭ ‬فللكتابة‭ ‬مساحة‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬تجاوزها‭.‬