هل سيفسد الزرفي مخطط طهران ويتجاوز البرلمان؟

| بدور عدنان

مازال‭ ‬الغموض‭ ‬يكتنف‭ ‬المشهد‭ ‬العراقي،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يستجد‭ ‬ما‭ ‬يعقد‭ ‬الأوضاع‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العراقية‭ ‬أكثر‭ ‬فأكثر،‭ ‬فبعد‭ ‬موجة‭ ‬التظاهرات‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬برئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬السابق‭ ‬عادل‭ ‬عبدالمهدي‭ ‬واعتذار‭ ‬محمد‭ ‬توفيق‭ ‬علاوي‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬كسب‭ ‬التوافق‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬تمرير‭ ‬تشكيلته‭ ‬الحكومية،‭ ‬تزداد‭ ‬العقبات‭ ‬والعوائق‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬عدنان‭ ‬الزرفي‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬المكلف‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬تلاقي‭ ‬ترحيبا‭ ‬وقبولا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬العراقي‭.‬

فبعد‭ ‬سيل‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬تعيينه‭ ‬ووصفها‭ ‬باللادستورية‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬الزرفي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬العراقية‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أخفقت‭ ‬الكتل‭ ‬في‭ ‬تسمية‭ ‬مرشحها،‭ ‬تحاول‭ ‬طهران‭ ‬إحكام‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬وضمان‭ ‬تيسير‭ ‬مصالحها‭ ‬لدى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديد،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬تجلى‭ ‬بإرسالها‭ ‬قائد‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬سليمان‭ ‬قاني‭ ‬لمقابلة‭ ‬رؤساء‭ ‬الكتل‭ ‬للتوافق‭ ‬حول‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭.‬

نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬ظهرت‭ ‬سريعاً‭ ‬حيث‭ ‬اجتمع‭ ‬رؤساء‭ ‬الكتل‭ ‬الموالية‭ ‬لإيران‭ ‬لطرح‭ ‬رئيس‭ ‬المخابرات‭ ‬الحالي‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬كبديل‭ ‬لعدنان‭ ‬الزرفي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحز‭ ‬على‭ ‬قبول‭ ‬القيادات‭ ‬الإيرانية‭. ‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تمرر‭ ‬حكومة‭ ‬الزرفي‭ ‬وتحظى‭ ‬بثقة‭ ‬البرلمان‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الزرفي‭ ‬يحسب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬بتوجهاته،‭ ‬ما‭ ‬يؤرق‭ ‬طهران‭ ‬ويجعلها‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬حلول‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬آنية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالزرفي،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬استطاعت‭ ‬التوصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الزج‭ ‬باسم‭ ‬مصطفى‭ ‬الكاظمي‭ ‬كبديل‭ ‬له‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الكاظمي‭ ‬دون‭ ‬المعايير‭ ‬والطموحات‭ ‬الإيرانية‭. ‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الزرفي‭ ‬يسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬استراتيجيته‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يمرر‭ ‬كبينته‭ ‬ويفشل‭ ‬خطة‭ ‬طهران،‭ ‬فهو‭ ‬يخاطب‭ ‬ويستميل‭ ‬النواب‭ ‬شخصياً‭ ‬دون‭ ‬كتلهم‭ ‬والواضح‭ ‬أنه‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬فعله‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ومتوقع‭ ‬بذلك‭ ‬حصده‭ ‬ثقة‭ ‬البرلمان‭.‬