ومضة قلم

شكرا لتضحياتكم وسهركم

| محمد المحفوظ

إزاء‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬والاستثنائية‭ ‬لفريق‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬طبية‭ ‬وتمريضية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬جميع‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬فإننا‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬التقدم‭ ‬لهم‭ ‬بوافر‭ ‬الشكر‭ ‬مدركين‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬كلمات‭ ‬الشكر‭ ‬لا‭ ‬تفيهم‭ ‬حقهم،‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬الجميع‭ ‬يدرك‭ ‬حجم‭ ‬المسؤوليات‭ ‬التي‭ ‬ينهضون‭ ‬بها‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬ولعل‭ ‬أخطرها‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعرضهم‭ ‬للعدوى‭. ‬والذي‭ ‬نعتقده‭ ‬أنّ‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬يحمل‭ ‬لهم‭ ‬الشعور‭ ‬بالفخر‭ ‬والامتنان‭ ‬نظير‭ ‬تضحياتهم،‭ ‬بل‭ ‬ما‭ ‬يضاعف‭ ‬من‭ ‬اعتزازنا‭ ‬بفريق‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلا‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬والداخلية‭ ‬والدفاع‭ ‬هو‭ ‬تقبلهم‭ ‬برحابة‭ ‬صدر‭ ‬كل‭ ‬إشارة‭ ‬وملاحظة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطرف‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬فكان‭ ‬جديرا‭ ‬بنا‭ ‬تقدير‭ ‬جهودهم‭ ‬والاعتراف‭ ‬بمنجزاتهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والوطنيّة‭ ‬الكبيرة‭.‬

لا‭ ‬خيار‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬القاتل‭ ‬المهووس‭ ‬بوحشيته‭ ‬في‭ ‬الفتك‭ ‬بالبشر‭ ‬إلا‭ ‬بالتقيد‭ ‬بالنصائح‭ ‬والإرشادات‭ ‬الطبية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الوباء،‭ ‬وبعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬اختيار‭ ‬العزلة‭ ‬بوصفها‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬عدو‭ ‬لا‭ ‬يرحم‭. ‬إنّ‭ ‬البعض‭ ‬لا‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬التذمر‭ ‬بأنّ‭ ‬الوباء‭ ‬أدخلنا‭ ‬كهوفا‭ ‬عميقة‭ ‬معتمة‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬متى‭ ‬نخرج‭ ‬من‭ ‬عزلتنا‭ ‬وكيف‭ ‬سنتعود‭ ‬على‭ ‬المشي‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬أقدامنا‭! ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬المفرطة‭ ‬في‭ ‬التشاؤم‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬التي‭ ‬تناقض‭ ‬الفطرة‭ ‬والمنطق‭ ‬السليم‭.‬

إنّ‭ ‬نظرة‭ ‬فاحصة‭ ‬للوضع‭ ‬الصحي‭ ‬بمملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬تجعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬طمأنينة‭ ‬وتفاؤلا،‭ ‬فمعدلات‭ ‬المتعافين‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات،‭ ‬وأشارت‭ ‬إحصائية‭ ‬صدرت‭ ‬أخيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعد‭ ‬الثانية‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬المتعافين‭ ‬والأولى‭ ‬عربيا‭ ‬وبإذن‭ ‬الله‭ ‬وبفضل‭ ‬الجهود‭ ‬الجبارة‭ ‬للمخلصين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬وجهود‭ ‬المتطوعين‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬المملكة‭ ‬ستتم‭ ‬السيطرة‭ ‬بالكامل‭ ‬وفي‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭. ‬المسألة‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬نتصور‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الوعي‭ ‬والالتزام،‭ ‬والذي‭ ‬تأكد‭ ‬لنا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأيام‭ ‬السالفة‭ ‬أنّ‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬يتمتع‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والمسوؤلية‭ ‬ولا‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تفترسها‭ ‬الوساوس‭ ‬ويستبد‭ ‬بها‭ ‬هاجس‭ ‬الموت،‭ ‬فإنّ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ - ‬طبقا‭ ‬لعلم‭ ‬النفس‭ - ‬غريزية‭ ‬ودفاعية‭ ‬لكن‭ ‬الخشية‭ ‬الإفراط‭ ‬فيها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصبحون‭ ‬أسرى‭ ‬لأمراض‭ ‬نفسية‭ ‬أشد‭ ‬خطراً‭.‬