في مواجهة “كورونا”.. الأمير خليفة بن سلمان يستنهض الضمير العالمي

| عبدالنبي الشعلة

استقبل‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬بالترحيب‭ ‬والارتياح‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬؛‭ ‬والداعية‭ ‬إلى‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬للضمير،‭ ‬والتي‭ ‬سارعت‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬تبنيها‭ ‬واعتمادها‭ ‬وتخصيص‭ ‬اليوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يوما‭ ‬دوليا‭ ‬للضمير‭.‬

ومن‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬موفقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التوقيت‭ ‬والمضمون؛‭ ‬إذ‭ ‬تصادف‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تبنيها‭ ‬واعتمادها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬وأرجاء‭ ‬المعمورة،‭ ‬وتصيب‭ ‬البشر‭ ‬يمنة‭ ‬ويسرة‭ ‬وتزهق‭ ‬الأرواح‭ ‬بمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬وفي‭ ‬اتجاهها‭ ‬لبلوغ‭ ‬الملايين،‭ ‬دون‭ ‬تفريق‭ ‬أو‭ ‬تمييز،‭ ‬ووجدنا‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬لمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬الدواء‭ ‬أو‭ ‬المكان‭ ‬للعلاج،‭ ‬وعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الجثث،‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬المتراكمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يواريها‭ ‬التراب‭ ‬أو‭ ‬يتخلص‭ ‬منها‭ ‬بأي‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬الصور،‭ ‬ويحدث‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتقادنا‭ ‬وقناعتنا‭ ‬بأن‭ ‬عالمنا‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬بالفعل‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬الحماية‭ ‬والحصانة‭ ‬وأعلى‭ ‬مراتب‭ ‬التقدم‭ ‬والتطور‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والعلوم‭ ‬والمعارف‭ ‬وبالأخص‭ ‬العلوم‭ ‬الطبية‭.‬

لقد‭ ‬جاءت‭ ‬المبادرة،‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬العميق‭ ‬وفي‭ ‬توقيتها‭ ‬الموفق،‭ ‬كالصرخة‭ ‬المدوية‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬البشرية،‭ ‬لتهز‭ ‬وتستنهض‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬مصدومًا‭ ‬ومذهولًا‭ ‬لهول‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬ألمت‭ ‬بالإنسانية،‭ ‬مدركًا‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬سلوكياتنا‭ ‬وأولوياتنا،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬حضن‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬تحت‭ ‬ظلال‭ ‬المحبة‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتعايش‭ ‬والأمن‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم،‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬لغرض‭ ‬الاستعداد‭ ‬والتصدي‭ ‬للكوارث‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬البشرية‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭.‬

إن‭ ‬الإنسانية‭ ‬تقف‭ ‬اليوم‭ ‬برمتها‭ ‬وقفة‭ ‬إكبار‭ ‬وتقدير‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬مبادرته‭ ‬الخيرة‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬كما‭ ‬أثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬والأيام‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬إنسان‭ ‬قبل‭ ‬وفوق‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وأمام‭ ‬قائد‭ ‬مَنَّ‭ ‬الله‭ ‬الواهب‭ ‬الكريم‭ ‬عليه‭ ‬بقدرات‭ ‬متميزة‭ ‬ومنحه‭ ‬نعمة‭ ‬المقدرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬على‭ ‬الاستشعار‭ ‬وقراءة‭ ‬المستقبل؛‭ ‬ولذا‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬محض‭ ‬صدفة‭ ‬أن‭ ‬تتزامن‭ ‬صرخة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ويتزامن‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مبادرته‭ ‬مع‭ ‬اشتداد‭ ‬هجمة‭ ‬كورونا‭ ‬الشرسة‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭.‬