تيارات

العمل عن بُعد.. ليس إجازة!

| راشد الغائب

للعمل‭ ‬المكتبي‭ ‬وقاره‭ ‬وفوائده؛‭ ‬لأنه‭ ‬يتيح‭ ‬فرصة‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بشخصيات‭ ‬وتجارب‭ ‬ونهل‭ ‬الفائدة،‭ ‬ويعزز‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الموظفين،‭ ‬ويزيد‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬ويجعل‭ ‬مطلب‭ ‬صرف‭ ‬الحوافز‭ ‬حاضرا‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المسؤولين‭. ‬أما‭ ‬أهم‭ ‬فائدة،‭ ‬فهي‭ ‬فصل‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭.‬

فَرَضَ‭ ‬قرار‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬نفسه‭ ‬إجباريا‭ ‬بمختلف‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭. ‬وبعد‭ ‬مضي‭ ‬فترة‭ ‬لتطبيقه،‭ ‬وحتى‭ ‬تنجلي‭ ‬غيمة‭ ‬كورونا،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬تقييم‭ ‬موضوعي‭ ‬لمستوى‭ ‬إنتاجية‭ ‬الموظفين‭ - ‬كمّا‭ ‬ونوعا‭- ‬وبخاصة‭ ‬ما‭ ‬يتردد‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تفاوت‭ ‬بالأداء‭ ‬بين‭ ‬موظفين‭ ‬صعد‭ ‬مؤشر‭ ‬إنتاجيتهم‭ ‬بعد‭ ‬ترنح،‭ ‬وآخرين‭ ‬اعتبروا‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬“إجازة‭ ‬ضمنية”‭ ‬واستراحة‭ ‬تحررهم‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات‭ ‬وتراخوا‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬واجباتهم‭ ‬المهنية‭.‬

أداء‭ ‬الموظف‭ ‬اليوم‭ ‬أكبر‭ ‬امتحان‭ ‬للولاء‭ ‬الوظيفي،‭ ‬ومدى‭ ‬استعداد‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬لقبول‭ ‬طلبه‭ ‬بالعمل‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬مستقبلا،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬قبول‭ ‬طلب‭ ‬موظف‭ ‬غير‭ ‬منضبط‭ ‬أو‭ ‬يبرر‭ ‬تقصيره‭ ‬بالعمل‭ ‬بسبب‭ ‬انشغالاته‭ ‬الأسرية‭ ‬أو‭ ‬يعمل‭ ‬بعدد‭ ‬ساعات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المعدل‭ ‬المطلوب‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬عمله‭ ‬مكتبيا‭. ‬

أما‭ ‬من‭ ‬يقضي‭ ‬نهاراته‭ ‬نائما،‭ ‬فليؤشَّر‭ ‬على‭ ‬طلبه‭ ‬للعمل‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬مستقبلا‭ ‬بعبارة‭ ‬“صباح‭ ‬الخير”‭!.‬

يستحق‭ ‬المتفانون‭ ‬بهذه‭ ‬الظروف‭ ‬التكريم،‭ ‬ولا‭ ‬تثريب‭ ‬للنائمين‭ ‬حتى‭ ‬يستيقظوا‭ ‬من‭ ‬إجازتهم‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‭! ‬

احذروا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء؛‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬ينقلون‭ ‬جهات‭ ‬العمل‭ ‬للمستقبل‭ ‬وإنما‭... ‬للسرير‭!‬

 

تيار

“ثمة‭ ‬صوتٌ‭ ‬لا‭ ‬يستخدم‭ ‬الكلمات‭.. ‬فأنصِتْ‭!‬”‭.‬

مولانا‭ ‬جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي