توجيهات سمو رئيس الوزراء (2)

| عبدعلي الغسرة

وجه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬العمل‭ (‬بحملات‭ ‬التفتيش‭ ‬والرقابة‭ ‬لضبط‭ ‬الأسعار‭ ‬ومكافحة‭ ‬الممارسات‭ ‬الاحتكارية‭ ‬والتصدي‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬لمحاولات‭ ‬استغلال‭ ‬المواطنين‭ ‬بالتلاعب‭ ‬بأسعار‭ ‬السلع‭ ‬الرئيسية‭) ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا،‭ ‬لوصول‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والدوائية‭ ‬بالأسعار‭ ‬المُحددة‭ ‬سابقًا،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توفيرها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أسواق‭ ‬البحرين‭.‬

للاحتكار‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويكمن‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬ظهوره‭ ‬ومكافحته‭ ‬حمايةً‭ ‬للاقتصاد‭ ‬ولأفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويَصب‭ ‬الاحتكار‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬التاجر‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مصلحة‭ ‬المستهلك،‭ ‬فبجانب‭ ‬تحقيق‭ ‬الأرباح‭ ‬الكبيرة‭ ‬للمُحتكر‭ ‬فإن‭ ‬ممارسته‭ ‬تبعد‭ ‬المنتجين‭ ‬الآخرين‭ ‬عن‭ ‬السوق،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬المستهلكين‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬سواء‭ ‬بتخزينها‭ ‬أو‭ ‬رفع‭ ‬أثمانها‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬جودة‭ ‬المُنتج‭ ‬أو‭ ‬خدمته‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬البديل،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤدي‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬الدخل‭ ‬الحقيقي‭ ‬للمواطن‭.‬

هناك‭ ‬علاقة‭ ‬طردية‭ ‬بين‭ ‬الاحتكار‭ ‬وتدهور‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمجتمع،‭ ‬فكلما‭ ‬ازداد‭ ‬الاحتكار‭ ‬ازداد‭ ‬حجم‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬لفئات‭ ‬محدودي‭ ‬ومتوسطي‭ ‬الدخل،‭ ‬وهي‭ ‬فئة‭ ‬كبيرة‭ ‬ودخلها‭ ‬ليس‭ ‬كبيرا،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬أهداف‭ ‬الاحتكار‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مكافحته،‭ ‬فالمُحتكر‭ ‬يهتم‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأرباح‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار‭ ‬كرامة‭ ‬المواطن‭ ‬الإنسانية‭.‬

إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬مكافحة‭ ‬الاحتكار‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬الإنساني‭ ‬وضمان‭ ‬وجود‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬المنتجين،‭ ‬والتوسع‭ ‬الاستثماري‭ ‬حقٌ‭ ‬مشروع‭ ‬للمنتجين‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطنين‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والمجتمع‭.‬

فتوجيهات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هدفها‭ ‬أولا‭ ‬منع‭ ‬ومحاربة‭ ‬الاحتكار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الصحي،‭ ‬ثانيًا‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬السلع‭ ‬وخصوصا‭ ‬الغذائية‭ ‬والدوائية‭ ‬للمواطنين‭ ‬وبأسعارها‭ ‬قبل‭ ‬الأزمة،‭ ‬ثالثًا‭ ‬ممارسة‭ ‬نهج‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬التنافس‭ ‬وفي‭ ‬سياسة‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬رابعًا‭ ‬محاربة‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬الضارة‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬والمواطنين،‭ ‬خامسًا‭ ‬منع‭ ‬أي‭ ‬انحراف‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬الاحتكار‭ (‬الغش،‭ ‬الاحتيال،‭ ‬السرقة‭) ‬لسد‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وهي‭ ‬سلوكيات‭ ‬لا‭ ‬أخلاقية‭ ‬ستؤثر‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬وسادسًا‭ ‬تنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬المحتكرين‭.‬