مواقف إدارية

سيذكر التاريخ جهودكم

| أحمد البحر

كنت‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬الانتظار‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخدمية‭ ‬عندما‭ ‬دخل‭ ‬أحدهم‭ ‬متأفئفًا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬المزعجة‭ ‬كما‭ ‬أسماها،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬مبديًا‭ ‬تخوفه‭ ‬من‭ ‬المجهول‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬تحمله‭ ‬لنا‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭ ‬من‭ ‬مفاجآت‭ ‬غير‭ ‬حميدة‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم؛‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬نساهم‭ ‬نحن‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬انتشاره‭ ‬نتيجة‭ ‬إهمال‭ ‬وعناد‭ ‬وتقصير‭ ‬بعضنا‭ ‬كما‭ ‬قال‭.‬

علقت‭ ‬إحدى‭ ‬السيدات‭ ‬قائلة‭: ‬الأمان،‭ ‬بعضنا‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يقدّر‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يفتقدها،‭ ‬فعندما‭ ‬نرى‭ ‬ونعيش‭ ‬الكوارث‭ ‬بآلامها‭ ‬وماسيها‭ ‬ومعاناتها‭ ‬ندرك‭ ‬حينها‭ ‬معنى‭ ‬الأمان‭ ‬ونقدر‭ ‬قيمة‭ ‬هذه‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬رب‭ ‬العباد‭ ‬سبحانه‭: (‬فليعبدوا‭ ‬رب‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬الذي‭ ‬أطعمهم‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬وآمنهم‭ ‬من‭ ‬خوف‭). ‬فما‭ ‬هو‭ ‬الأمان؟‭ ‬معجم‭ ‬المصطلحات‭ ‬الإدارية‭ ‬يعرّف‭ ‬الأمان‭ (‬الأمن‭) ‬بأنه‭:‬

حالة‭ ‬الثقة‭ ‬تولد‭ ‬الطمأنينة‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬يعتقد‭ ‬بأنه‭ ‬مصدر‭ ‬الخطر‭ ‬وتأخذ‭ ‬أشكالًا‭ ‬مختلفة‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬انتهى‭. ‬إذًا‭ ‬الأمان‭ (‬الأمن‭) ‬يولد‭ ‬الطمأنينة‭ ‬بداخلنا،‭ ‬ومع‭ ‬الطمأنينة‭ ‬يأتي‭ ‬التفاؤل‭ ‬الذي‭ ‬يخلق‭ ‬للحياة‭ ‬معنى‭ ‬وهدفا‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياقُ‭ (‬الأمان‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والثقة‭)‬،‭ ‬استذكر‭ ‬كلمات‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وهو‭ ‬يطمئن‭ ‬المواطنين‭ ‬بأن‭ ‬يكونوا‭ ‬بكامل‭ ‬الثقة،‭ ‬بأن‭ ‬“الحكومة‭ ‬وبتوجيهات‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لن‭ ‬تدخر‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬لتقديم‭ ‬كافة‭ ‬الخدمات‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتأمين‭ ‬احتياجاتهم”،‭ ‬ثم‭ ‬يؤكد‭ ‬سموه‭ ‬قائلًا‭: ‬“ليطمئن‭ ‬المواطنون‭ ‬الكرام،‭ ‬فهم‭ ‬بعد‭ ‬رعاية‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬حكومة‭ ‬أمينة‭ ‬عليهم،‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تدخر‭ ‬جهدًا‭ ‬إلا‭ ‬بذلته‭ ‬في‭ ‬سبيلهم‭ ‬وتوفير‭ ‬ما‭ ‬يلزمهم‭ ‬من‭ ‬دواء‭ ‬وغذاء‭ ‬واحتياجات‭ ‬معيشية”‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬بحريننا‭ ‬الغالية‭ ‬وقيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬وشعبها‭ ‬الواعي‭ ‬الوفي،‭ ‬الذي‭ ‬رسم‭ ‬أعظم‭ ‬صور‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض،‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكروه،‭ ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬مجيب‭.‬