دوركم سلبي جدًا

| زهير توفيقي

لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬للمرة‭ ‬الألف‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬الجمعيات‭ ‬والأندية‭ ‬والاتحادات‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬حكمهم‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬وكما‭ ‬يقولون‭ ‬إننا‭ ‬نؤذن‭ ‬في‭ ‬خرابة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬واضح‭ ‬جدًا‭ ‬مثل‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬لا‭ ‬يهمها‭ ‬رأي‭ ‬الناس‭ ‬أو‭ ‬الكتاب‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬جاهدين‭ ‬لنقل‭ ‬آراء‭ ‬وتصورات‭ ‬الجمهور‭ ‬لتطوير‭ ‬النظام‭ ‬المتبع‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬التراخيص‭ ‬لتأسيس‭ ‬تلك‭ ‬الجمعيات‭ ‬أو‭ ‬الأندية‭.‬

نحن‭ ‬نمر‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬الظروف‭ ‬والكل‭ ‬يعرف‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬لمكافحة‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا‭ ‬والحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬قامت‭ ‬بجهود‭ ‬استثنائية‭ ‬وجبارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬عملها‭ ‬الجبار‭ ‬الذي‭ ‬نالت‭ ‬به‭ ‬إعجاب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

الجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬وجمعيات‭ ‬النفع‭ ‬العام‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬البالغة‭ ‬حسب‭ ‬سجلات‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬‮٦٢٩‬‭! ‬أين‭ ‬أنتم؟‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تقوموا‭ ‬بمبادرات‭ ‬ومساهمات‭ ‬للمجتمع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬فمن‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬تجلسوا‭ ‬في‭ ‬بيوتكم‭ ‬وتقفلوا‭ ‬مؤسساتكم‭ ‬بالشمع‭ ‬الأحمر‭!‬

نعم‭... ‬أقولها‭ ‬بكل‭ ‬حسرة،‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬بيانات‭ ‬صحافية‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬أو‭ ‬النادي،‭ ‬فهذا‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬يغني‭ ‬ولا‭ ‬يسمن‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬دعونا‭ ‬نبتعد‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬الظهور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬العصيب،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬مناسبة‭ ‬للظهور‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أكتاف‭ ‬المواطنين،‭ ‬نريد‭ ‬توجيه‭ ‬مؤسساتكم‭ ‬بتقديم‭ ‬مبادرات‭ ‬عملية‭ ‬وفعالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشكيل‭ ‬فرق‭ ‬عمل‭ ‬تطوعية‭ ‬والقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬توعوية‭ ‬وإرشادية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والوافدين،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬كثيرة‭ ‬إذا‭ ‬عقدنا‭ ‬العزم،‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬خبر‭ ‬كان‭ ‬ودورهم‭ ‬صفر‭ ‬من‭ ‬الشمال‭.‬

هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬والاتحادات‭ ‬والأندية‭ ‬تجول‭ ‬وتسرح‭ ‬كما‭ ‬تريد‭ ‬بدون‭ ‬رقيب،‭ ‬ودور‭ ‬الوزارة‭ ‬الرقابي‭ ‬ضعيف،‭ ‬ولو‭ ‬طبقت‭ ‬الوزارة‭ (‬وهذا‭ ‬من‭ ‬حقها‭) ‬نظامًا‭ ‬صارمًا‭ ‬لتقييم‭ ‬أداء‭ ‬تلك‭ ‬الجمعيات‭ (‬key performance indicators‭) ‬لما‭ ‬بقي‭ ‬غير‭ ‬جمعيات‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭! ‬وليعذرني‭ ‬الجميع،‭ ‬أنا‭ ‬ومن‭ ‬واعز‭ ‬حبي‭ ‬وعشقي‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬أتكلم‭ ‬بهذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬وليس‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬شخصي،‭ ‬ونرجع‭ ‬ونقول‭ ‬للمرة‭ ‬المليون‭ ‬البحرين‭ ‬تستاهل‭ ‬أفعالا‭ ‬وليس‭ ‬شعارات‭ ‬رنانة‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬