سوالف

العمل عن بعد “عالم ثان” والبحرين دخلت وتفوقت

| أسامة الماجد

العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬سيد‭ ‬وبطل‭ ‬الموقف،‭ ‬له‭ ‬فائدة‭ ‬كبرى‭ ‬وأهداف‭ ‬رفيعة‭ ‬لم‭ ‬نجربها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بحكم‭ ‬مسار‭ ‬حياتنا‭ ‬المعقد،‭ ‬فالضغط‭ ‬الزائد‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وكذلك‭ ‬توجيهه‭ ‬مثل‭ ‬الساعة‭ ‬وتقييده‭ ‬في‭ ‬“دوام”‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬تعارض‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬باستثناء‭ ‬طبعا‭ ‬الوظائف‭ ‬الحيوية‭ ‬“كالقطاع‭ ‬الصحي‭ ‬وقطاع‭ ‬الأمن”،‭ ‬فلعلنا‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬مصطلح‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬خطوطه‭ ‬العامة،‭ ‬ولكن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬أرغمنا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬مضماره‭ ‬بدون‭ ‬تحفظات‭ ‬ومخاوف،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬الجميع‭ ‬يعمل‭ ‬بهمة‭ ‬ونشاط‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬ولم‭ ‬نجد‭ ‬أي‭ ‬قصور‭ ‬وتراجع‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬كانت،‭ ‬فالتعليم‭ ‬مستمر‭ ‬والإخوة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬قاموا‭ ‬بجهد‭ ‬كبير‭ ‬بتوفير‭ ‬مواد‭ ‬التعلم‭ ‬ومتابعة‭ ‬الدروس‭ ‬والامتحانات‭ ‬على‭ ‬البوابة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وجميع‭ ‬الوزارات‭ ‬أصبحت‭ ‬تقدم‭ ‬خدماتها‭ ‬إلكترونيا‭ ‬وبنفس‭ ‬الجودة،‭ ‬وتسير‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬واحد‭ ‬متكامل‭ ‬خدمة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬حتى‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الرسمية‭ ‬أصبحت‭ ‬تعقد‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وبنفس‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل‭ ‬ذاته‭.‬

ولابد‭ ‬من‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ثبات‭ ‬التقاليد‭ ‬ودوامها‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬غياب‭ ‬الابتداع‭ ‬والتجديد،‭ ‬واستطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬بسواعد‭ ‬أبنائها‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬صورة‭ ‬متكاملة‭ ‬لنجاح‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬منطلقة‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬قوية‭ ‬ومقدرة‭ ‬وذكاء‭ ‬وتجارب‭ ‬بطولية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬سخرته‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬من‭ ‬تسهيلات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬وقاعدة‭ ‬صلبة‭ ‬للاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬ورؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬المواطن‭. ‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬“عالم‭ ‬ثان”‭ ‬فالبحرين‭ ‬دخلت‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬وأثبتت‭ ‬فيه‭ ‬قوتها‭ ‬بدنيا‭ ‬وعقليا،‭ ‬وظهرت‭ ‬كقوة‭ ‬لها‭ ‬وزنها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬مازالت‭ ‬تتعلم‭ ‬الحروف‭ ‬الجديدة‭ ‬وتعاني‭ ‬من‭ ‬قصور‭ ‬نظري‭ ‬وتراجعت‭ ‬فيها‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للمواطن‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬استعدادها‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬طويل‭ ‬شاق‭ ‬شديد‭ ‬التعرج‭ ‬والالتواء،‭ ‬وأخيرا‭ ‬فلعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المسائل‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ذكرها‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬اكتشاف‭ ‬الجديد‭.‬