لقطة

كلنا جنود في المعركة وسلاحنا الوعي

| أحمد كريم

كان‭ ‬العالم‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬وبيئية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب،‭ ‬وتصرف‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات‭ ‬والشعوب‭ ‬بطريقة‭ ‬مؤقتة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬المهمة‭.‬

ولأن‭ ‬كورونا‭ ‬يتعلق‭ ‬بأهم‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬الصحة،‭ ‬فإن‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬أصبح‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء،‭ ‬وبات‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يكافح‭ ‬تفشي‭ ‬الوباء‭ ‬بمسؤولية‭ ‬يتلمسها‭ ‬الجميع‭. ‬

غير‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الآخرون‭ ‬مجرد‭ ‬أشخاص‭ ‬متفرجين‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬فالمعركة‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬البشرية‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬الخفي،‭ ‬تفرض‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬كأفراد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الوعي؛‭ ‬حتى‭ ‬نصبح‭ ‬جنودا‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭.‬

والحمد‭ ‬لله،‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قدمت‭ ‬نموذجا‭ ‬حضاريا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬واستطاعت‭ ‬تقليل‭ ‬الأضرار‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬الممكن؛‭ ‬لتستمر‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيود‭ ‬صارمة‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تعيش‭ ‬حجرا‭ ‬صحيا‭ ‬وحظرا‭ ‬كاملا‭.‬

وهذا‭ ‬يعطي‭ ‬دلالة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬حكمة‭ ‬الدولة‭ ‬وثقتها‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬قرر‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬بسلاح‭ ‬الوعي؛‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬خبيث‭ ‬شل‭ ‬حركة‭ ‬دول‭ ‬عظمى‭ ‬وخلف‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الموتى‭ ‬والمرضى‭ ‬والعالقين‭ ‬في‭ ‬منازلهم،‭ ‬دون‭ ‬عمل‭.‬

وأمام‭ ‬وضع‭ ‬كارثي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬مقدرين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬لأهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وضعنا‭ ‬الجيد‭ ‬قياسا‭ ‬بتلك‭ ‬الدول،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬أخذ‭ ‬الإرشادات‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجدية؛‭ ‬كونها‭ ‬الجهة‭ ‬المضطلعة‭ ‬على‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وحتى‭ ‬يرفع‭ ‬الله‭ ‬هذا‭ ‬البلاء،‭ ‬علينا‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬والانضمام‭ ‬إلى‭ ‬أوركسترا‭ ‬البحرين‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نشاز‭ ‬يفسد‭ ‬سيمفونية‭ ‬النصر‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬سيحققه‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬بفضل‭ ‬وعي‭ ‬قيادته‭ ‬وأبنائه‭ ‬وكل‭ ‬المقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬الطيبة،‭ ‬وحفظ‭ ‬الله‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬ما‭ ‬خلق‭.‬