ساعات فاصلة ليومٍ عالميٍّ للضمير.. ومتصلة بقيمٍ إنسانيةٍ من فكر الأمير

| عادل عيسى المرزوق

مشاهد‭ ‬وشواهد‭ ‬لساعات‭ ‬فاصلة‭ ‬عن‭ ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬للضمير‭ ‬تدعو‭ ‬للترقب‭ ‬وللنشاط‭ ‬والعمل‭.. ‬كمطرٍ‭ ‬استهل‭ ‬يَسقي‭ ‬الأرض‭ ‬إنسانية‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬قد‭ ‬انهمر‭ ‬ونَزَل‭.. ‬وبصمةٍ‭ ‬من‭ ‬فِكرِ‭ ‬الأمير‭ ‬كأغصانٍ‭ ‬مورقةٍ‭ ‬ومزهرة‭ ‬تجذب‭ ‬نحل‭ ‬العسل‭.. ‬ودليل‭ ‬لبارقة‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬والارتياح‭ ‬تطيل‭ ‬العمر‭ ‬وترفع‭ ‬الأمل‭.. ‬وعين‭ ‬ترى‭ ‬وقلب‭ ‬يُرشِد‭ ‬وأنامل‭ ‬تخط‭ ‬ويَدٌ‭ ‬تُوَجِّهُ‭ ‬لرفع‭ ‬الجَلَل‭.. ‬وصدور‭ ‬رحُبَت‭ ‬من‭ ‬ضيقٍ‭ ‬أزاله‭ ‬سيد‭ ‬قومٍ‭ ‬ليس‭ ‬كمثله‭ ‬منافس‭ ‬وبَدَل‭.. ‬أمير‭ ‬للضمير‭ ‬زلزل‭ ‬الفكر‭ ‬فأحيا‭ ‬الضمير‭ ‬من‭ ‬ضمور‭ ‬وكَسَل‭.. ‬وقَدَّم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقدمه‭ ‬أحد‭ ‬كمثله‭ ‬للضمير‭ ‬فأصبح‭ ‬نموذجا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬ومَثَل‭.. ‬وأظهر‭ ‬لشعبه‭ ‬رعاية‭ ‬وأمانا‭ ‬واطمئنانا‭ ‬حينما‭ ‬اجتاحت‭ ‬جائحة‭ ‬وباءٍ‭ ‬مخفي‭ ‬الأجل‭.. ‬وأعلن‭ ‬أن‭ ‬الوطن‭ ‬مرتبط‭ ‬بشعبِهِ‭ ‬وشعبُهُ‭ ‬مرتبط‭ ‬برموزه‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭.. ‬ومحققا‭ ‬ارتباطا‭ ‬ثلاثيا‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوى‭ ‬ويستمر‭ ‬ويمتد‭ ‬ويتحمَّل‭.‬

وتباشيرٌ‭ ‬هلَّت‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬خير‭ ‬وجهت‭ ‬وتكفلت‭ ‬بعودة‭ ‬كل‭ ‬مواطنٍ‭ ‬وطالبِ‭ ‬علمٍ‭ ‬عالق‭ ‬خارج‭ ‬وطنه‭ ‬محزون‭.. ‬وحكومة‭ ‬أمينة‭ ‬مؤتمنة‭ ‬على‭ ‬شعبها‭ ‬وأرضها‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬الخيرات‭ ‬وحل‭ ‬المعضلات‭ ‬قبل‭ ‬غمض‭ ‬العيون‭.. ‬وتؤكد‭ ‬من‭ ‬مجلسها‭ ‬ثبات‭ ‬نهج‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬ومن‭ ‬نور‭ ‬الأمير‭ ‬اختُطَّ‭ ‬بماء‭ ‬الذهب‭ ‬الخالص‭ ‬المكنون‭.. ‬وتُعلن‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬خادم‭ ‬لشعبه‭ ‬وأرضه‭ ‬من‭ ‬سلكٍ‭ ‬طبيٍّ‭ ‬ومتطوع‭ ‬أبٍيٍّ‭ ‬مُعَدٌّ‭ ‬في‭ ‬الفؤاد‭ ‬من‭ ‬البنون‭.. ‬وسينال‭ ‬على‭ ‬صدره‭ ‬وساما‭ ‬ومقاما‭ ‬يشهد‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬بِحُب‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬مُلهم‭ ‬مفتون‭.. ‬وسيلقى‭ ‬تكريما‭ ‬وطنيا‭ ‬عظيما‭ ‬ونداءً‭ ‬عاليا‭ ‬يصرخ‭ ‬يا‭ ‬خادما‭ ‬كم‭ ‬أنت‭ ‬بحب‭ ‬أرضك‭ ‬مجنون‭.. ‬فيا‭ ‬ليتنا‭ ‬كنا‭ ‬معكم‭ ‬فنفوز‭ ‬بالرضا‭ ‬لنلحق‭ ‬بكم‭ ‬وبما‭ ‬تصنعون‭ ‬وتُضَحُّون‭.. ‬فهنيئا‭ ‬لكم‭ ‬بحب‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬لكم‭ ‬ولمن‭ ‬تبعكم‭ ‬ممن‭ ‬أطرق‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬إما‭ ‬تكون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تكون‭.. ‬فومضة‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬ستكبر‭ ‬لتصبح‭ ‬شمسا‭ ‬يعكس‭ ‬نورها‭ ‬قمر‭ ‬بدري‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الأمير‭ ‬الحنون‭.‬    ‭   ‬

لم‭ ‬يشهد‭ ‬التاريخ‭ ‬يوما‭ ‬كيومك‭ ‬للضمير‭ ‬تُذرف‭ ‬بهجة‭ ‬لسمو‭ ‬مقامك‭ ‬الدموع‭.. ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬أسر‭ ‬القلوب‭ ‬ببلاغته‭ ‬وأجبر‭ ‬النفوس‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬والخشوع‭.‬‭. ‬فتراقصت‭ ‬الأمواج‭ ‬احتفالا‭ ‬بلحنٍ‭ ‬تغنى‭ ‬به‭ ‬بحر‭ ‬الضمير‭ ‬بنغمٍ‭ ‬مسموع‭.. ‬ونهرٌ‭ ‬للضمير‭ ‬يجري‭ ‬بماءٍ‭ ‬عذبٍ‭ ‬تُرى‭ ‬أرضه‭ ‬صافية‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ضَوْء‭ ‬ولا‭ ‬شموع‭.. ‬وجدولٌ‭ ‬تَجَدْوَل‭ ‬بماء‭ ‬الضمير‭ ‬ليروي‭ ‬الروح‭ ‬ويشبعها‭ ‬من‭ ‬عطش‭ ‬وجوع‭.. ‬ماء‭ ‬نقي‭ ‬صافي‭ ‬زلال‭ ‬بوهج‭ ‬الضمير‭ ‬سلمت‭ ‬لعبوره‭ ‬كل‭ ‬قناة‭ ‬وينبوع‭.. ‬ونسيمٌ‭ ‬هبَّ‭ ‬بعطرِ‭ ‬الضمير‭ ‬يبخر‭ ‬الكون‭ ‬بمسك‭ ‬يتنفسه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بقدره‭ ‬قنوع‭.. ‬وجسر‭ ‬محبة‭ ‬واتصال‭ ‬للضمير‭ ‬يداوي‭ ‬جروحا‭ ‬ويمسح‭ ‬دموعا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يسلكه‭ ‬في‭ ‬ذهاب‭ ‬ورجوع‭..‬    

وقد‭ ‬زال‭ ‬عَناءنا‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬حين‭ ‬ترجلت‭ ‬عن‭ ‬صهوة‭ ‬جوادك‭ ‬ونزلت‭ ‬معافى‭ ‬لأرض‭ ‬التنوير،‭ ‬فنحن‭ ‬نرى‭ ‬فيك‭ ‬انتصارا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬معضلة‭ ‬وجائحة‭ ‬ألمت‭ ‬بالكون‭ ‬مستعصية‭ ‬التحليل‭ ‬والتفسير‭.. ‬وبنور‭ ‬وجهك‭ ‬وجلال‭ ‬قدرك‭ ‬وسمو‭ ‬فكرك‭ ‬يُشرِق‭ ‬الضمير‭ ‬فيهتدي‭ ‬بنوره‭ ‬من‭ ‬يرجو‭ ‬الهداية‭ ‬في‭ ‬المسير،‭ ‬وهل‭ ‬سيطول‭ ‬انتظار‭ ‬مرضانا‭ ‬وبقائهم‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬الفكر‭ ‬وأنت‭ ‬أمير‭ ‬الصبر‭ ‬وحَلَّال‭ ‬العقد‭ ‬وسيد‭ ‬التقدير‭..‬؟‭ ‬بل‭ ‬سينجو‭ ‬مريضنا‭ ‬وغريقنا‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬مُظلمٍ‭ ‬إذا‭ ‬تمسك‭ ‬بنهج‭ ‬فكرك‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬الفكر‭ ‬المنير‭.. ‬وسيعيش‭ ‬محفوفا‭ ‬بالرحمة‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬واستقر،‭ ‬فسيغدوا‭ ‬نجما‭ ‬متألقا‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الإبداع‭ ‬والتطوير‭.. ‬وسيدوم‭ ‬بقاؤه‭ ‬في‭ ‬خير‭ ‬وعزة‭ ‬بقربه‭ ‬من‭ ‬ربه‭ ‬وسيشرب‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬الهداية‭ ‬قدرا‭ ‬يفوق‭ ‬الوصف‭ ‬والتقدير‭.‬

فالضمير‭ ‬يعيش‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬مؤمن‭ ‬خائف‭ ‬بار‭ ‬ومبتعد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬مشعل‭ ‬للفتن‭ ‬ولطُبُول‭ ‬الحرب‭ ‬دفاف‭.. ‬ويُهَيِّج‭ ‬النفوس‭ ‬يبث‭ ‬فيها‭ ‬الروح‭ ‬لتبحث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬فقير‭ ‬وضعيف‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬الكفاف‭.. ‬ويدفع‭ ‬لحفظ‭ ‬السر‭ ‬والستر‭ ‬لكل‭ ‬عورة‭  ‬أمر‭ ‬الباري‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بسترها‭ ‬ليحيا‭ ‬الحياء‭ ‬والعفاف‭.. ‬ويرفع‭ ‬العواطف‭ ‬لشحن‭ ‬الحب‭ ‬والمودة‭ ‬بين‭ ‬ذوي‭ ‬القربى‭ ‬والأرحام‭ ‬منعا‭ ‬للقطيعة‭ ‬والجفاف‭.. ‬ويفضح‭ ‬المنافقين‭ ‬والمطففين‭ ‬من‭ ‬عبدة‭ ‬الدرهم‭ ‬والدينار‭ ‬ليقفوا‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬للحساب‭ ‬في‭ ‬اصطفاف‭.. ‬ويشد‭ ‬الناظرين‭ ‬لنظرة‭ ‬نحو‭ ‬السماء‭ ‬تَأمُّلا‭ ‬لعظمة‭ ‬خالق‭ ‬الكون‭ ‬وعدله‭ ‬في‭ ‬مساواة‭ ‬الشعوب‭ ‬والأطياف‭.. ‬فالضمير‭ ‬رحمة‭ ‬لمن‭ ‬يتخلص‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬سواد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هيمن‭ ‬على‭ ‬قلبه‭ ‬الفطري‭ ‬الأبيض‭ ‬الشفاف‭.. ‬والنفس‭ ‬نقمة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬أساء‭ ‬الظن‭ ‬بخالقه‭ ‬وفقد‭ ‬الأمل‭ ‬وراح‭ ‬يتبع‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬تقطيع‭ ‬المجتمعات‭ ‬أهداف‭.. ‬والسر‭ ‬في‭ ‬ثواب‭ ‬الضمير‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬تعلَّم‭ ‬وعلّم‭ ‬الإنسان‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعلم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يُحمل‭ ‬على‭ ‬الأكتاف‭.‬

فتلك‭ ‬هي‭ ‬روعة‭ ‬الضمير‭ ‬حينما‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬كريم‭ ‬صاحب‭ ‬أياد‭ ‬مبسوطة‭ ‬سخية‭.. ‬ويملك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يملكه‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬زماننا‭ ‬بتكامل‭ ‬أهدافه‭ ‬للسلم‭ ‬والعلم‭ ‬والإنسانية‭.. ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬جائزته‭ ‬وساما‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭.. ‬وألحقها‭ ‬بلُحُوق‭ ‬خير‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬تأسيسه‭ ‬ليوم‭ ‬عالمي‭ ‬للضمير‭ ‬سيأتي‭ ‬غدا‭ ‬بأنفاس‭ ‬أبوية‭.. ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬مباركة‭ ‬لأشهر‭ ‬خير‭ ‬وزكاة‭ ‬شعبانية‭ ‬ورمضانية‭.. ‬وسيعطيها‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬من‭ ‬وقته‭ ‬وماله‭ ‬اهتماما‭ ‬مطلقا‭ ‬بما‭ ‬تجود‭ ‬به‭ ‬نفسه‭ ‬الأبية‭.. ‬فهنيئا‭ ‬لنا‭ ‬به‭ ‬أميرا‭ ‬للضمير‭ ‬حاملا‭ ‬هموما‭ ‬لا‭ ‬يحملها‭ ‬إلا‭ ‬ذو‭ ‬خلق‭ ‬عظيم‭ ‬ونظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬لحلول‭ ‬مصيرية‭.. ‬فسلام‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬لحقه‭ ‬من‭ ‬العارفين‭ ‬في‭ ‬تَتَبُّع‭ ‬حركته‭ ‬الفكرية‭.. ‬واستلهم‭ ‬من‭ ‬وقوفه‭ ‬وصموده‭ ‬حكما‭ ‬تعجز‭ ‬عن‭ ‬كنهها‭ ‬النظريات‭ ‬الفلسفية‭.‬