ثلاث مهمات حكومية عاجلة

| رضي السماك

منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تجتاحها‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬هذا‭ ‬الاستنفار‭ ‬لكوادرها‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية،‭ ‬كالاستنفار‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مضنٍ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭. ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬مئات‭ ‬الألوف‭ ‬غامروا‭ ‬بصحتهم‭ ‬وحياتهم،‭ ‬فاُصيب‭ ‬وقتل‭ ‬منهم‭ ‬المئات‭ ‬أو‭ ‬الآلاف‭ ‬بالفيروس؛‭ ‬فلا‭ ‬غرو‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬غمرهم‭ ‬الطيبون‭ ‬من‭ ‬شعوبهم‭ ‬بطوفان‭ ‬من‭ ‬الشكر‭ ‬والعرفان‭. ‬وإذ‭ ‬نخص‭ ‬بالشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬كل‭ ‬كوادرنا‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية‭ ‬والمسؤولين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬مكافحة‭ ‬الوباء؛‭ ‬فإننا‭ ‬نحسبُ‭ ‬ثمة‭ ‬ثلاث‭ ‬مهمات‭ ‬حكومية‭ ‬ملحة‭ ‬ينبغي‭ ‬تنفيذها‭.‬

الأولى‭: ‬تكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬قسم‭ ‬الأغذية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬على‭ ‬المطاعم،‭ ‬ومثلها‭ ‬مختلف‭ ‬الأسواق‭ ‬العامة‭ ‬ومحلات‭ ‬بيع‭ ‬الأغذية‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬والبقالات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارتي‭ ‬التجارة‭ ‬والأشغال‭ ‬والبلديات‭. ‬

الثانية‭: ‬تكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬العمل‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬مطابقتها‭ ‬متطلبات‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬الصحية،‭ ‬وكذلك‭ ‬مساكن‭ ‬وشقق‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬ومجمعاتهم‭ ‬السكنية‭ ‬المحشورين‭ ‬فيها‭ ‬بالمئات،‭ ‬وهذه‭ ‬أوضاع‭ ‬خصبة‭ ‬لتفشي‭ ‬العدوى،‭ ‬كما‭ ‬على‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬سلامة‭ ‬البيئة‭ ‬الصحية‭ ‬لمجمعات‭ ‬العزل‭ ‬الصحي‭ ‬السكنية‭. ‬

الثالثة‭: ‬تكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬على‭ ‬أسواق‭ ‬الخضار‭ ‬والفواكه‭ ‬واللحوم‭ ‬والأسماك‭ ‬لحماية‭ ‬قوت‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬أسعارها‭ ‬رفعاً‭ ‬فاحشاً‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬فئة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التجار،‭ ‬مستغلين‭ ‬ظروف‭ ‬تنظيم‭ ‬السُبل‭ ‬الاحترازية‭ ‬الراهنة‭. ‬وإذ‭ ‬تُشكر‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬لما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬تفتيشية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬رمضان‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭.‬

ولكي‭ ‬تتكلل‭ ‬حملتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا‭ ‬بالنجاح‭ ‬التام‭ ‬ينبغي‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المهمات‭ ‬الاحترازية‭.‬