لقطة

من “الكرة” إلى “الكورونا”!

| أحمد كريم

قبل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬كنت‭ ‬أتحدث‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬عن‭ ‬اقتراب‭ ‬فريق‭ ‬ليفربول‭ ‬الإنجليزي‭ ‬من‭ ‬نيل‭ ‬لقب‭ ‬الدوري‭ ‬الممتاز‭ ‬بعد‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬عجاف،‭ ‬استمرت‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1990‭ ‬وحتى‭ ‬2020‭.‬

ومع‭ ‬مضي‭ ‬29‭ ‬جولة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬38‭ ‬على‭ ‬انطلاقة‭ ‬المسابقة‭ ‬يتصدر‭ ‬ليفربول‭ ‬الترتيب‭ ‬برصيد‭ ‬82‭ ‬نقطة‭ ‬متقدما‭ ‬على‭ ‬أقرب‭ ‬منافسيه،‭ ‬مانشستر‭ ‬سيتي‭ ‬برصيد‭ ‬57‭ ‬نقطة‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬الأقرب‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لنيل‭ ‬اللقب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬مازال‭ ‬ليفربول‭ ‬يواجه‭ ‬مصيرا‭ ‬غامضا؛‭ ‬بسبب‭ ‬إيقاف‭ ‬الدوري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬مع‭ ‬تقدمه‭ ‬بفارق‭ ‬25‭ ‬نقطة‭ ‬عن‭ ‬منافسيه،‭ ‬فهو‭ ‬يحتاج‭ ‬الفوز‭ ‬بمباراة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬ليقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الآخرين،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المتبقي‭ ‬في‭ ‬الملعب‭ ‬27‭ ‬نقطة‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬مباريات‭ ‬فقط‭.‬

ويبقى‭ ‬كورونا‭ ‬سيد‭ ‬الموقف،‭ ‬وكأنه‭ ‬القدر‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬ليفربول،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬صديقي‭ ‬الليفربولي،‭ ‬كان‭ ‬يمنِّي‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الريدز‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬التتويج‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يجتاح‭ ‬الفيروس‭ ‬الخفي‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬ويوقف‭ ‬الحياة‭ ‬برمتها‭.‬

وأنا‭ ‬خلافا‭ ‬لصديقي،‭ ‬تبدو‭ ‬آمالي‭ ‬متضائلة،‭ ‬فقد‭ ‬تمنيت‭ ‬لو‭ ‬أنني‭ ‬أشاهد‭ ‬أي‭ ‬مباراة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فيها‭ ‬ليفربول‭ ‬طرفا،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤلمة،‭ ‬وهي‭ ‬ألا‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬تهديد‭ ‬الكورونا‭.‬

وحتى‭ ‬يزول‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬نحن‭ ‬مضطرون‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬للبشرية،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يهدد‭ ‬ليفربول‭ ‬أو‭ ‬الدوري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬وحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬يهدد‭ ‬الرياضة‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نعيشها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬سواء‭ ‬أعجبتنا‭ ‬أم‭ ‬لم‭ ‬تعجبنا‭!‬

لذلك،‭ ‬اتفقت‭ ‬مع‭ ‬صديقي‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬حديثنا‭ ‬على‭ ‬الكورونا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الراهنة،‭ ‬فهو‭ ‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ - ‬مع‭ ‬الأسف‭ - ‬الذي‭ ‬تتعلق‭ ‬مستجداته‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬ولكن‭ ‬حديثنا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬عن‭ ‬مآسي‭ ‬هذا‭ ‬المرض،‭ ‬بل‭ ‬عن‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬بعده،‭ ‬فهي‭ ‬كثيرة‭ ‬جدا‭!‬