تحية لأهالي بني جمرة

| بدور عدنان

تعول‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬واستشعار‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬تجاه‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره،‭ ‬فكما‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤتي‭ ‬أكلها‭ ‬دون‭ ‬مشاركة‭ ‬فعالة‭ ‬وتطبيق‭ ‬ميداني‭ ‬لإجراءات‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭.‬

شباب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كانوا‭ ‬كما‭ ‬عهدناهم‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬حيث‭ ‬شهدنا‭ ‬صورا‭ ‬عديدة‭ ‬لمدى‭ ‬استجابتهم‭ ‬وتعاونهم‭ ‬مع‭ ‬توجيهات‭ ‬وتعليمات‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬لكنني‭ ‬اليوم‭ ‬سأخص‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬شباب‭ ‬وأهالي‭ ‬منطقة‭ ‬بني‭ ‬جمرة‭ ‬لما‭ ‬لمست‭ ‬في‭ ‬مبادراتهم‭ - ‬والتي‭ ‬كانوا‭ ‬رائدين‭ ‬فيها‭ - ‬من‭ ‬استشعار‭ ‬كبير‭ ‬لمسؤولياتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬تجاه‭ ‬وطنهم‭.‬

فمنذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬رصدت‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬صورا‭ ‬أبلغ‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬إنها‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬وتحضر‭ ‬نباهي‭ ‬به‭ ‬أرقى‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والمتمدنة،‭ ‬عدسة‭ ‬“البلاد”‭ ‬التقطت‭ ‬صورا‭ ‬لزبائن‭ ‬خباز‭ ‬شعبي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بني‭ ‬جمرة،‭ ‬وقد‭ ‬اصطف‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬راغبي‭ ‬شراء‭ ‬الخبز‭ ‬بتباعد‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬المسافة‭ ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬الأمان‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروس‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬لآخر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬إصابة‭ ‬أي‭ ‬شخص‭.‬

لم‭ ‬ينته‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬بني‭ ‬جمرة‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬الخباز،‭ ‬فمع‭ ‬التوجيهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بأهمية‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للفرد‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفيروس‭ ‬ببقائه‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬أطلق‭ ‬شباب‭ ‬القرية‭ ‬مبادرة‭ ‬تطوعية‭ ‬قادها‭ ‬شباب‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬عرضوا‭ ‬على‭ ‬الأهالي‭ ‬توصيل‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ ‬وغيرها‭ ‬إلى‭ ‬باب‭ ‬المنزل‭ ‬دون‭ ‬احتساب‭ ‬أية‭ ‬رسوم‭ ‬توصيل‭ ‬أو‭ ‬رسوم‭ ‬أخرى،‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ضمان‭ ‬جلوس‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬وعدم‭ ‬تعريض‭ ‬حياتهم‭ ‬وحياة‭ ‬الآخرين‭ ‬للخطر‭. ‬

لله‭ ‬دركم‭ ‬يا‭ ‬شباب‭ ‬بني‭ ‬جمرة،‭ ‬تضربون‭ ‬للعالم‭ ‬أبهى‭ ‬صور‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬صورة‭ ‬نباهي‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬لنرفع‭ ‬الرأس‭ ‬بكم‭ ‬ونقول‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬أعضاء‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭.‬

فلكل‭ ‬من‭ ‬يسأل‭ ‬كيف‭ ‬استطاعت‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬الصغيرة‭ ‬احتواء‭ ‬الوضع،‭ ‬فجوابنا‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬بسبب‭ ‬مواطنينا‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬أفعالهم‭ ‬وتفكيرهم‭ ‬وإدراكهم‭. ‬بارك‭ ‬الله‭ ‬فيكم‭ ‬وبارك‭ ‬جهودكم‭ ‬يا‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭.‬