5 مهارات تميز القائد التحويلي

| رائد البصري

القائد‭ ‬التحويلي‭ ‬يتمتع‭ ‬بقدرة‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬العاملين؛‭ ‬كي‭ ‬يقوموا‭ ‬بأدوار‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬بمقدورهم‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬ويعمل‭ ‬جاهدا‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬إحساس‭ ‬العاملين‭ ‬بأهمية‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬يؤدونها‭ ‬ويهيئ‭ ‬المناخ‭ ‬الملائم‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬التغير‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬ممكن،‭ ‬وللتعرف‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المهارات،‭ ‬فهي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬التالي‭:‬

 

المهارة‭ ‬الأولى‭: ‬التأثير‭ ‬بالقدوة‭: ‬يقصد‭ ‬بها‭ ‬مهارة‭ ‬القائد‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬والحظوة‭ ‬باحترام‭ ‬العاملين،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬العاملين‭ ‬بالتغير‭ ‬الذي‭ ‬ينشده‭ ‬القائد،‭ ‬فإذا‭ ‬افتقد‭ ‬القائد‭ ‬هذه‭ ‬المهارة،‭ ‬فإن‭ ‬التغير‭ ‬التنظيمي‭ ‬سيكون‭ ‬عرضة‭ ‬للمقاومة‭ ‬من‭ ‬العاملين‭.‬

المهارة‭ ‬الثانية‭: ‬التحفيز‭ ‬المتميز‭: ‬حيث‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬للعامين‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬عند‭ ‬تحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬المنظمة‭ ‬وسياساته‭ ‬برسم‭ ‬التوقعات‭ ‬العالية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بأداء‭ ‬أفراد‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬وتتصف‭ ‬هذه‭ ‬التوقعات‭ ‬بأنها‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التحدي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحفز‭ ‬العاملين‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدهم؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬تلك‭ ‬التوقعات‭.‬

المهارة‭ ‬الثالثة‭: ‬الاستشارة‭ ‬الفكرية‭: ‬يشجع‭ ‬العاملين‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬الأفكار‭ ‬الإبداعية‭ ‬عند‭ ‬التصدي‭ ‬للمشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم‭ ‬ويحثهم‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬أساليب‭ ‬وإستراتيجيات‭ ‬جديدة‭ ‬عند‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬الموكلة‭ ‬لهم‭.‬

المهارة‭ ‬الرابعة‭: ‬العناية‭ ‬بالفرد‭: ‬إن‭ ‬دمج‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التغير‭ ‬التنظيمي‭ ‬تقتضي‭ ‬تشخيص‭ ‬رغباتهم‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬حاجاتهم‭ ‬ودوافعهم‭ ‬وينطلق‭ ‬التشخيص‭ ‬من‭ ‬قناعة‭ ‬القائد‭ ‬التحويلي‭ ‬بأن‭ ‬دوافع‭ ‬الأفراد‭ ‬وقدراتهم‭ ‬متباينة‭.‬

المهارة‭ ‬الخامسة‭: ‬المهارة‭ ‬الإدارية‭: ‬أول‭ ‬مهارة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬في‭ ‬القائد‭ ‬التحويلي‭ ‬هي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬وظائف‭ ‬الإدارة‭ ‬المختلفة‭ ‬كالتخطيط‭ ‬والتنظيم‭ ‬والتوجيه‭ ‬والمراقبة‭.‬

 

‭ ‬فالخلاصة‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬التحويلية‭ ‬تستطيع‭ ‬التغير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلهام‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهذه‭ ‬القيادة‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬التغير‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬الفريق‭ ‬أو‭ ‬المجموعة‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الدافعية‭ ‬وروح‭ ‬المعنوية‭. ‬ويشير‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬عليها‭ ‬قيادات‭ ‬تحويلية‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬أيضا‭ ‬مستويات‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬والرضا‭ ‬الوظيفي‭.‬

أما‭ ‬القيادة‭ ‬الإجرائية‭ (‬التبادلية‭ ‬التقليدية‭)‬،‭ ‬فإنها‭ ‬تعتمد‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬وإجراءات‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬تدفق‭ ‬العمل‭ ‬الطبيعي‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬التأديبية‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬المكافآت‭ ‬لتحفيز‭ ‬الموظفين‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بأفضل‭ ‬أداء‭ ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬لا‭ ‬يحفز‭ ‬الموظفين‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جديدة‭ ‬للمشكلات،‭ ‬وإنما‭ ‬ضبط‭ ‬إيقاع‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬فقط،‭ ‬ويعتبر‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬المشكلات‭ ‬بسيطة‭ ‬ومحددة‭ ‬بوضوح‭. ‬

وهناك‭ ‬مقولة‭ ‬شهيرة‭ ‬لجون‭ ‬ماكسويل‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭ ‬يقول‭ ‬فيها‭ ‬“القائد‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬مكاتب‭ ‬فارهة‭ ‬ولا‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬ولا‭ ‬أبراج‭ ‬شاهقة‭ ‬يدير‭ ‬منها‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬التابعة‭ ‬له،‭ ‬وإنما‭ ‬ينصهر‭ ‬مع‭ ‬مجموعات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إليها‭ ‬المنظمة”‭.‬