فجر جديد

هل غيرت “كورونا” نمط حياتنا إلى الأبد؟

| إبراهيم النهام

البيع‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬والاجتماع‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬والتعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬هي‭ ‬الألوان‭ ‬الجديدة‭ ‬لنمط‭ ‬الحياه‭ ‬المغايرة‭ ‬الذي‭ ‬فرضه‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”‭ ‬المستجد‭ ‬على‭ ‬البشرية،‭ ‬والذي‭ ‬استنفر‭ ‬بتحركه‭ ‬الماكر‭ ‬والقاتل‭ ‬دول‭ ‬وحكومات‭ ‬العالم‭ ‬كلها،‭ ‬وأقفل‭ ‬قسراً‭ ‬المحلات،‭ ‬والمجمعات،‭ ‬والمساجد،‭ ‬والكنائس،‭ ‬والأسواق،‭ ‬ودفع‭ ‬المواطنين‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الجديد،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يتوقع‭ ‬حتى‭ ‬كتاب‭ ‬“هوليود”‭ ‬أنفسهم‭ ‬حدوثة،‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬أمراً‭ ‬مسلما،‭ ‬يتشارك‭ ‬بدفع‭ ‬فاتورته‭ ‬الجميع،‭ ‬من‭ ‬شرق‭ ‬الأرض‭ ‬وحتى‭ ‬مغربها‭.‬

‭ ‬واقع‭ ‬يثير‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬الكبيرة،‭ ‬الآن‭ ‬وبمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬“الكورونا”‭ ‬هذه،‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ (‬باكج‭) ‬عن‭ (‬بعد‭ ‬هذا‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬سيظل‭ ‬ملازما‭ ‬لنمط‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬والدول‭ ‬نفسها،‭ ‬أم‭ ‬لا؟

المقولة‭ ‬الشهيرة‭ (‬الحاجة‭ ‬أم‭ ‬الاختراع‭) ‬أثبتت‭ ‬جدواها‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬في‭ ‬توفيره‭ ‬الأموال‭ ‬والمصاريف‭ ‬التشغيلية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬والشركات،‭ ‬وفي‭ ‬تخفيف‭ ‬الاختناقات‭ ‬المرورية،‭ ‬وفي‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬والرسمية،‭ ‬بشكل‭ ‬مبدئي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

وتقودنا‭ ‬الأسواق‭ ‬المقفلة‭ ‬التي‭ ‬باشر‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬بها،‭ ‬إلى‭ ‬لصق‭ ‬وريقات‭ ‬صغيرة‭ ‬على‭ ‬أبوابها،‭ ‬بأن‭ (‬نوفر‭ ‬خدماتنا‭ ‬بالأون‭ ‬لاين،‭ ‬تواصلوا‭ ‬معنا‭ ‬عبر‭ ‬الواتساب،‭ ‬أو‭ ‬الانستغرام‭) ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الجديد،‭ ‬والذي‭ ‬قلب‭ ‬نمط‭ ‬البيع‭ ‬والحياة‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬وحول‭ ‬الشوارع‭ ‬والمدن‭ ‬إلى‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬مدن‭ ‬الأشباح‭.‬

كاتب‭ ‬ظريف‭ ‬قال‭ ‬بإحدى‭ ‬المدونات‭ ‬أخيرا،‭ ‬بأن‭ ‬القطط‭ ‬والكلاب‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬لوحدها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬والأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬باتت‭ ‬مقتنعة‭ ‬بأنها‭ ‬المسيطر‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المعتقدات‭ ‬والأفكار‭ ‬والتي‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬حتى‭ ‬انزياح‭ ‬غمة‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭ ‬نقول‭ ‬بأن‭ ‬الوقت‭ ‬كفيل‭ ‬بتحديد‭ ‬كل‭ ‬الإجابات‭ ‬وفك‭ ‬كل‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭.‬