تيارات

نواب “يزرفون”!

| راشد الغائب

في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬يستعجل‭ ‬أعضاء‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬بإصدار‭ ‬بيانات،‭ ‬تتناول‭ ‬قضايا‭ ‬الساعة،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬ينهار‭ ‬عدد‭ ‬الموقعين‭ ‬مثل‭ ‬أحجار‭ ‬“الدومينو”‭.‬

لست‭ ‬بموضع‭ ‬محاكمة‭ ‬أيّ‭ ‬نائب‭ ‬سحب‭ ‬توقيعه‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬بيان‭. ‬وما‭ ‬يجري‭ ‬تحوّل‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬مضحكة،‭ ‬يتندر‭ ‬عليها‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويلخصون‭ ‬كل‭ ‬التبريرات‭ ‬للانسحاب‭ ‬التكتيكي‭ ‬بكلمة‭ ‬واحدة‭: ‬“زرف”‭! ‬أيّ‭ ‬تنصل‭ ‬وتنحى‭ ‬لأسباب‭ ‬معروفة‭ ‬ولا‭ ‬تكتب‭.‬

يتعين‭ ‬على‭ ‬“أصحاب‭ ‬السعادة”‭ -‬الهائمين‭ ‬في‭ ‬البروتوكول‭- ‬ألا‭ ‬يسيئوا‭ ‬للمسيرة‭ ‬البرلمانية‭ ‬بسلوكيات‭ ‬تخدش‭ ‬وقار‭ ‬شخصية‭ ‬النائب،‭ ‬وتظهره‭ ‬متذبذبا‭ ‬ويجدّف‭ ‬سارحا‭ ‬مع‭ ‬الموجة‭.‬

الكتل‭ ‬البرلمانية‭ ‬بمجلس‭ ‬2018‭ ‬هشة،‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬نهاية‭ ‬لتصرفات‭ ‬مزعجة‭ ‬للمواطن‭ ‬والصحافة،‭ ‬مثل‭ ‬هرولة‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬مهر‭ ‬بيانات‭ ‬بتوقيعات‭ ‬زملائهم‭ ‬دون‭ ‬استئذانهم،‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬بالحرج‭ ‬تاليًا‭ ‬لعراب‭ ‬البيان‭ ‬والنائب‭ ‬المنسحب‭ ‬منه‭.‬

وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬–أحتفظ‭ ‬بتفاصيلها‭- ‬يحادث‭ ‬نائب‭ ‬زميله‭ ‬بشأن‭ ‬موضوع‭ ‬بيان‭ ‬معين‭ ‬بصدد‭ ‬إصداره،‭ ‬ولكن‭ ‬يفاجئ‭ ‬الأخير‭ ‬بصدور‭ ‬بيان‭ ‬يتضمن‭ ‬محتوًى‭ ‬مخالفًا‭ ‬لما‭ ‬جرى‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭. ‬

من‭ ‬واجب‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬ترتقي‭ ‬الممارسة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وتكون‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجا‭ ‬ملهما‭ ‬بمؤسساتها‭ ‬وشخصياتها،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬فإن‭ ‬المؤسسة‭ ‬تكبر‭ ‬والقدوة‭ ‬تصغر‭.‬

وكلي‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬تضع‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فوزية‭ ‬بنت‭ ‬عبدالله‭ ‬زينل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بجدول‭ ‬أعمالها،‭ ‬بتواصلها‭ ‬الودي‭ ‬مع‭ ‬زملائها‭ ‬النواب،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬عدم‭ ‬إهدار‭ ‬وقت‭ ‬المجلس‭ ‬بمرحلة‭ ‬شد‭ ‬وجذب‭ ‬بشأن‭ ‬بيان‭ ‬صدر،‭ ‬ولكنه‭ ‬منزوع‭ ‬الدسم‭. ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬أثرا،‭ ‬وإنما‭ ‬تحوّل‭ ‬إلى‭ ‬نكتة‭!‬

 

تيار

“لا‭ ‬تحزن‭.. ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬تفقده‭ ‬سيعود‭ ‬إليك‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬أخرى”‭.‬

مولانا‭ ‬جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي