هل من مجيب

| زهير توفيقي

وجه‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬جميع‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية‭ ‬بتأجيل‭ ‬تسديد‭ ‬قروض‭ ‬المواطنين‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أرباح،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬دار‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬حادة‭ ‬وجهت‭ ‬إلى‭ ‬البنوك‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬التزامها‭ ‬بتلك‭ ‬الأوامر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكر‭ ‬عليه‭ ‬النواب‭ ‬الأفاضل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬سارع‭ ‬بتوضيح‭ ‬الأمر‭ ‬وتمت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬الكلمة‭ ‬الفاصلة،‭ ‬ما‭ ‬أثلج‭ ‬صدور‭ ‬الدائنين‭ ‬وتنفسوا‭ ‬الصعداء‭ ‬بهذا‭ ‬الخبر‭ ‬المفرح‭.‬

إذا‭ ‬القرار‭ ‬واضح‭ ‬وهو‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغوطات‭ ‬والالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭: ‬هل‭ ‬بنك‭ ‬الإسكان‭ ‬وهيئة‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وصندوق‭ ‬التقاعد‭ ‬جهات‭ ‬مستثناة‭ ‬من‭ ‬القرار؟‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لا،‭ ‬فالجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬تطبيق‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬القرار‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬بأخذ‭ ‬قرارات‭ ‬تنفيذية‭ ‬حسب‭ ‬اختصاصها‭. ‬هناك‭ ‬أمور‭ ‬إدارية‭ ‬بحتة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعيها‭ ‬المسؤولون،‭ ‬فالتوجيهات‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬التفاصيل‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬كل‭ ‬مؤسسة‭ ‬معنية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬أو‭ ‬أخذ‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬واستشارة‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬صحتها‭.‬

لا‭ ‬أنكر‭ ‬أبدا‭ ‬حجم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬وزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وكذلك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬أثناء‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬العصيبة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬لكن‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لم‭ ‬تقصر‭ ‬ولم‭ ‬تدخر‭ ‬جهدًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المواطنين‭ ‬للتخفيف‭ ‬عليهم‭ ‬وحزمة‭ ‬القرارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كانت‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭. ‬لذا‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬أدعو‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬الإسكان‭ ‬وهيئة‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وصندوق‭ ‬التقاعد‭ ‬لحلحلة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬كالصاعقة‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وعلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬معالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬وبشكل‭ ‬شمولي‭ (‬Holystic‭) ‬لضمان‭ ‬فعالية‭ ‬تطبيق‭ ‬تلك‭ ‬التوجيهات‭ ‬وذلك‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬فالمواطن‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬مصاريفه‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬والعيد‭ ‬سيحلان‭ ‬قريبا‭ ‬جدًا‭ ‬والكل‭ ‬يعلم‭ ‬كم‭ ‬يثقل‭ ‬ذلك‭ ‬ميزانية‭ ‬الأسرة‭.‬

إنني‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬لن‭ ‬يترددوا‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬مصدر‭ ‬تقدير‭ ‬واعتزاز‭ ‬وثناء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين،‭ ‬وكما‭ ‬قلنا‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬“البحرين‭ ‬تستاهل”‭ ‬والمواطنون‭ ‬يستحقون‭ ‬أكثر‭ ‬بسبب‭ ‬مواقفهم‭ ‬النبيلة‭ ‬والمخلصة‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬الظروف‭ ‬فداء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬وترابه‭ ‬الغالي‭. ‬اللهم‭ ‬أبعد‭ ‬عنا‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬واحفظ‭ ‬قيادتنا‭ ‬وحكومتنا‭ ‬وشعبنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭.‬