سوالف

التاجر البحريني... أين وقفتك مع الوطن

| أسامة الماجد

وقفة‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والصعبة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد،‭ ‬تدعو‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التأمل‭ ‬والتحليل،‭ ‬وتكتسب‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة،‭ ‬فكما‭ ‬ذكرت‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬افتتاحية‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬“في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬والتي‭ ‬عزلت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬مساكنهم،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وضعوا‭ ‬حسهم‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬قيد‭ ‬الحجر‭ ‬المنزلي،‭ ‬فلم‭ ‬نر‭ ‬سوى‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الخجولة”‭.‬

التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬غير‭ ‬مهتم‭ ‬بدعم‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية،‭ ‬ولم‭ ‬يؤد‭ ‬دوره‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحقل،‭ ‬“قلنا‭ ‬ما‭ ‬عليش”‭ ‬فلربما‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬الشر‭ ‬المطلق،‭ ‬ولا‭ ‬تستحق‭ ‬المسألة‭ ‬إنفاق‭ ‬دينار‭ ‬واحد،‭ ‬لكن‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يساهم‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬مع‭ ‬حكومته‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬لمواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ورصد‭ ‬الاعتمادات‭ ‬اللازمة‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬والعرفان‭ ‬للوطن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يبخل‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬تاجرا‭ ‬أم‭ ‬فقيرا،‭ ‬هناك‭ ‬تجار‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬تبرعوا‭ ‬بسيارات‭ ‬إسعاف‭ ‬مجهزة‭ ‬ومطورة‭ ‬ومبان‭ ‬للحجر‭ ‬الصحي‭ ‬وأنشأوا‭ ‬مختبرا‭ ‬متكاملا‭ ‬لعلم‭ ‬الفيروسات‭ ‬والأبحاث،‭ ‬وقدم‭ ‬بعضهم‭ ‬دعما‭ ‬بالملايين‭ ‬لإعفاء‭ ‬المستأجرين‭ ‬المستحقين‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬التابعة‭ ‬لمجموعاتهم،‭ ‬وعللوا‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬“الشهم”‭ ‬بأنه‭ ‬مسؤولية‭ ‬اجتماعية‭ ‬ووقفة‭ ‬تكاتف‭ ‬مع‭ ‬الوطن‭.‬

في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭ ‬تقفل‭ ‬جميع‭ ‬الأبواب‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الربح‭ ‬والخسارة،‭ ‬وينظر‭ ‬إلى‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مساهمة‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬“جهدا‭ ‬ومالا‭ ‬ووقتا”‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬والطويل،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬التاجر‭ ‬البحريني‭ ‬وجد‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬برئاسة‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬ووقفت‭ ‬مع‭ ‬متطلباته‭ ‬وذللت‭ ‬المعوقات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬طريقه،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬المعدن‭ ‬الأصيل‭ ‬للتاجر‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مواطن‭ ‬اليوم،‭ ‬متى‭ ‬سوف‭ ‬يظهر‭.‬

لا‭ ‬تكفي‭ ‬الشعارات‭ ‬والكتابات،‭ ‬بل‭ ‬المواقف،‭ ‬وعار‭ ‬على‭ ‬التاجر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتحرك‭ ‬إلا‭ ‬بدافع‭ ‬الربح‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭.‬