“الصفوف الافتراضية”... ولا مفر

| د. جاسم المحاري

نقول‭ ‬“شكراً”‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لما‭ ‬تمّ‭ ‬إنجازه‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القلائل‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تفعيل‭ ‬البوابة‭ ‬التعليمية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بنكا‭ ‬معلوماتيا‭ ‬تفاعليّا‭ ‬حيّا‭ ‬مؤثرا‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان؛‭ ‬لينهل‭ ‬من‭ ‬معينها‭ ‬المستهدفون‭ ‬من‭ ‬طلبة‭ ‬وأولياء‭ ‬أمور‭ ‬ومعنيين‭ ‬ومهتمين‭ ‬و‭...‬‭ ‬إلخ‭. ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الذي‭ ‬استوجب‭ ‬علينا‭ ‬لُزوم‭ ‬الشكر‭ ‬للمُحسن،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليتحقق‭ ‬بفائق‭ ‬السرعة‭ ‬هذه،‭ ‬لولا‭ ‬“هيجان”‭ ‬الشارع‭ ‬وضغوط‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وتوالي‭ ‬منابر‭ ‬الإعلام‭ ‬بشتى‭ ‬صوره‭ ‬وأنواعه،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬“الغالبية”‭ ‬من‭ ‬أكارم‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حصول‭ ‬أبنائنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬على‭ ‬حقهم‭ ‬غير‭ ‬المنتقص‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬ضمنه‭ ‬دستور‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬تنصّ‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬“التعليم‭ ‬حقّ‭ ‬تكفله‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين”،‭ ‬وأكد‭ ‬عليه‭ ‬المنهاج‭ ‬الراسخ‭ ‬لقائد‭ ‬مسيرة‭ ‬النماء‭ ‬والعطاء‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬مُتَعَدّد‭ ‬خطاباته‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مناسبة‭ ‬كريمة‭ ‬لأبنائه‭ ‬الطلبة‭ ‬بتأكيد‭ ‬جلالته‭ ‬“أنّ‭ ‬التعليم‭ ‬يأتي‭ ‬أولاً‭ ‬لتعزيز‭ ‬المسيرة‭ ‬التعليمية‭ ‬المباركة‭ ‬في‭ ‬بلدنا‭ ‬العزيز‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬النهضة‭ ‬والرقي”،‭ ‬وتكرار‭ ‬مخاطبته‭ ‬الأبوية‭ ‬لهم‭ ‬“أيها‭ ‬الأبناء‭ ‬الأعزاء‭: ‬إنّكم‭ ‬عماد‭ ‬المستقبل،‭ ‬وأمله،‭ ‬والأساس‭ ‬الذي‭ ‬ينطلق‭ ‬منه‭ ‬الوطن‭ ‬لعلو‭ ‬بنيانه‭ ‬ومنطلقاً‭ ‬لمستقبل‭ ‬أجياله”‭.‬

في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬تفصيلاً،‭ ‬بدأت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬مشكورة‭ ‬–‭ ‬وفق‭ ‬تصريحات‭ ‬أعلى‭ ‬مسؤوليها‭ ‬مؤخراً‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬العلمية‭ ‬والإثراءات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والأنشطة‭ ‬المتنوعة‭ ‬عبر‭ ‬قناتها‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬“اليوتيوب”‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬الفرعية‭ ‬بعد‭ ‬تضمينها‭ ‬حصصاً‭ ‬متلفزة‭ ‬وخيارات‭ ‬إضافية‭ ‬متاحة‭ ‬عبر‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والبوابة‭ ‬التعليمية‭ ‬بحسب‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬والمراحل‭ ‬التعليمية‭ ‬فنياً‭ ‬ومهنياً؛‭ ‬ليتمكن‭ ‬أبناؤنا‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬تلقي‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬دون‭ ‬انقطاع،‭ ‬وجُلُّ‭ ‬ذلك‭ ‬يستوجب‭ ‬الثناء‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا،‭ ‬فيما‭ ‬قِبَال‭ ‬ذلك،‭ ‬مُحَتّمٌ‭ ‬إدراك‭ ‬المعنيين‭ ‬الموقرين‭ ‬أنّ‭ ‬المنظومة‭ ‬التربويّة‭ ‬شديدة‭ ‬الحساسيّة‭ ‬لِما‭ ‬يجري‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬متغيّرات‭ ‬وفق‭ ‬جملة‭ ‬عناصرها‭ ‬ممثلةً‭ ‬في‭ ‬الأهداف‭ ‬والمُحتوى‭ ‬وطرائق‭ ‬التدريس‭ ‬والمُتعلِّم‭ ‬والمُعلِّم،‭ ‬التي‭ ‬يُعتبَر‭ ‬الأخير‭ ‬فيها‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬المُعلِّم‭ ‬–‭ ‬ربّانها‭ ‬الذي‭ ‬يُعوّل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتربية‭ ‬والإرشاد‭ ‬والتهذيب‭ ‬والتوجيه،‭ ‬والتفهّم‭ ‬للميول‭ ‬والطبائع،‭ ‬والتعرّف‭ ‬على‭ ‬الاستعدادات‭ ‬والخلفيّات،‭ ‬ومراعاة‭ ‬الفروق‭ ‬الفرديّة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إشاعة‭ ‬الراحة‭ ‬والسكينة‭ ‬إثرَ‭ ‬الاحتكاك‭ ‬التفاعلي‭ ‬والمباشرة‭ ‬الحيّة‭ ‬بينهما‭ ‬واقعياً‭ ‬أو‭ ‬أقله‭ ‬افتراضياً‭. ‬

نافلة‭: ‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الاستثنائي،‭ ‬لا‭ ‬مفرّ‭ ‬من‭ ‬اللحاق‭ ‬المتسارع‭ ‬لتوظيف‭ ‬الصفوف‭ ‬الافتراضية‭  ‬Virtual Lessons‭ ‬بمؤسساتنا‭ ‬التعليمية‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬أبقت‭ ‬المُعلِّم‭ ‬في‭ ‬موقعه‭ ‬ربّاناً،‭ ‬حتى‭ ‬أظهر‭ ‬نجاحاً‭ ‬مبهراً‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬ذلك‭ ‬التوظيف‭ ‬الممنهج‭ ‬ببعض‭ ‬مدارسنا‭ ‬المحلية‭ ‬الخاصة،‭ ‬ورائداً‭ ‬مبتكراً‭ ‬في‭ ‬جعلها‭ ‬ثقافة‭ ‬رائجة‭ ‬بإحدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬العامة‭.‬