“كورونا” يفرض خروج حس المسؤولية من العزل

| كلمة البلاد

في‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تدر‭ ‬أرباحًا‭ ‬على‭ ‬أصحابها،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬السعي‭ ‬لاغتنام‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬الأرباح‭ ‬بين‭ ‬المنافسين،‭ ‬بل‭ ‬نرى‭ ‬تسابقًا‭ ‬بين‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والأثرياء‭ ‬والمشاهير‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭.‬

حس‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لدى‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬هو‭ ‬الدافع‭ ‬الأكبر‭ ‬لهذا‭ ‬التسابق‭ ‬المحمود،‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬للمجتمع‭ ‬وانعكاس‭ ‬للالتزام‭ ‬الأخلاقي‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬لجميع‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭.‬

كثير‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬تخصيص‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أرباحها‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬الهند‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تجبر‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬إنفاق‭ ‬2‭ ‬‭% ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬قبل‭ ‬الضرائب‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭.‬

حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لم‭ ‬تفرض‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬دأبت‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تتعثر‭ ‬خطاه‭ ‬أثناء‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬العمل‭ ‬التجاري،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬أظهر‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬إدراكًا‭ ‬وحسًا‭ ‬عاليين‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬والتي‭ ‬عزلت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬مساكنهم،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وضعوا‭ ‬حسهم‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬قيد‭ ‬الحجر‭ ‬المنزلي،‭ ‬فلم‭ ‬نرَ‭ ‬سوى‭ ‬عدد‭ ‬محدود‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الخجولة،‭ ‬فهل‭ ‬سنشهد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬مبادرات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬البحرين‭ ‬تعكس‭ ‬إدراكهم‭ ‬بمسؤوليتهم‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتكون‭ ‬امتدادا‭ ‬لمواقفهم‭ ‬التاريخية‭ ‬المشرفة‭ ‬تجاه‭ ‬البحرين‭ ‬صاحبة‭ ‬الفضل‭ ‬عليهم؟