الرد الجميل

| د. عبدالله الحواج

لا‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬جميل‭ ‬كالرد‭ ‬الجميل،‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬تصريح‭ ‬للأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬عرفان‭ ‬وإيمان،‭ ‬اطمئنان‭ ‬وامتنان‭ ‬للعاهل‭ ‬المفدى‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين،‭ ‬للأمة‭ ‬بأسرها‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬الاستشفاء‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالخارج‭.‬

ثقافة‭ ‬الشكر،‭ ‬وروعة‭ ‬رد‭ ‬الجميل،‭ ‬وبشاشة‭ ‬دماثة‭ ‬الخلق،‭ ‬هي‭ ‬المثل‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬تعلمناها‭ ‬من‭ ‬المهد‭ ‬إلى‭ ‬اللحد‭.‬

الكون‭ ‬يعاني،‭ ‬ونحن‭ ‬أيضًا،‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تجثم‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬بثقلها‭ ‬المهيمن،‭ ‬ونحن‭ ‬نقاوم،‭ ‬اليد‭ ‬في‭ ‬اليد،‭ ‬والكتف‭ ‬بالكتف،‭ ‬كلنا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬كلنا‭ ‬في‭ ‬الشدائد‭ ‬سواء،‭ ‬أمام‭ ‬الداء‭ ‬والوباء،‭ ‬وبعد‭ ‬زوال‭ ‬الغمة‭ ‬وعودة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬مجريات‭ ‬أمورها‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

إنها‭ ‬سنة‭ ‬القائد‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الإيمان‭ ‬ديدنه،‭ ‬والوفاء‭ ‬سبيله،‭ ‬والعطاء‭ ‬معلمه‭ ‬على‭ ‬الطريق‭.‬

رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬باشر‭ ‬تصريحاته‭ ‬بعد‭ ‬العودة‭ ‬المباركة‭ ‬بتلقيننا‭ ‬دروسًا‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬الشكر،‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬العرفان‭ ‬بالفضل‭ ‬منهجه،‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالحق‭ ‬عنوانا‭ ‬للحقيقة،‭ ‬والتواصل‭ ‬بحميمية‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬القويم‭ ‬لمن‭ ‬ضلوا‭ ‬الطريق‭.‬

سمو‭ ‬الرئيس‭ ‬يستهل‭ ‬تصريحاته‭ ‬بعد‭ ‬العودة‭ ‬الميمونة‭ ‬بالشكر‭ ‬للعاهل‭ ‬المفدى،‭ ‬لسمو‭ ‬ولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬حفظهما‭ ‬الله‭ ‬ورعاهما‭ ‬ولشعب‭ ‬البحرين‭ ‬أجمعين،‭ ‬وعدًا‭ ‬بوعد،‭ ‬وفاء‭ ‬بوفاء،‭ ‬وصدقًا‭ ‬بصدق،‭ ‬هكذا‭ ‬هو‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬وهكذا‭ ‬هم‭ ‬قادتنا‭ ‬النبلاء،‭ ‬وهكذا‭ ‬هي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬ضميرها‭ ‬الفتي،‭ ‬وفي‭ ‬تاريخها‭ ‬التليد،‭ ‬في‭ ‬عمقها‭ ‬الأبي،‭ ‬وفي‭ ‬حاضرها‭ ‬المجيد،‭ ‬تقاوم‭ ‬مع‭ ‬الدنيا‭ ‬هجمة‭ ‬الغيب،‭ ‬وشراسة‭ ‬المنقلب،‭ ‬وجائحة‭ ‬البلوى‭.‬

خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬يطمئن‭ ‬بني‭ ‬وطنه‭: ‬سنعود‭ ‬كيفما‭ ‬كنا،‭ ‬سننتصر‭ ‬على‭ ‬الوباء‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬اطمئنوا‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬الخير،‭ ‬كلنا‭ ‬معكم،‭ ‬نشد‭ ‬من‭ ‬أزر‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬ونتوق‭ ‬إلى‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬ونفي‭ ‬بالعهود‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭.‬

في‭ ‬أول‭ ‬تصريحات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بعد‭ ‬العودة‭ ‬الميمونة‭ ‬يظهر‭ ‬المعدن‭ ‬النفيس‭ ‬من‭ ‬قمقمه‭ ‬النفيس،‭ ‬يبدو‭ ‬للعيان‭ ‬وكأنه‭ ‬صرح‭ ‬تليد،‭ ‬جادة‭ ‬من‭ ‬جادات‭ ‬إيماننا‭ ‬بالله‭ ‬ورسوله،‭ ‬خلق‭ ‬رفيع‭ ‬من‭ ‬أخلاق‭ ‬تعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬الحنيف،‭ ‬ومثل‭ ‬يحتذى‭ ‬من‭ ‬أمثلة‭ ‬القادة‭ ‬الأوائل‭ ‬والسادة‭ ‬الأجلاء‭ ‬وعلمائننا‭ ‬الأولياء‭.‬

شأني‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الحبيب‭ ‬شعرت‭ ‬مع‭ ‬تصريحات‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬بأن‭ ‬الدنيا‭ ‬مازالت‭ ‬بخير،‭ ‬وأن‭ ‬الأب‭ ‬الحنون‭ ‬قد‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬رحلته‭ ‬ليكتمل‭ ‬بذلك‭ ‬المثلث‭ ‬الذهبي‭ ‬للقيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وأن‭ ‬الأب‭ ‬الحنون‭ ‬قد‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬رحلته‭ ‬كي‭ ‬ينضم‭ ‬إلى‭ ‬الصفوف‭ ‬بقلب‭ ‬ملؤه‭ ‬الحب‭ ‬والإيمان،‭ ‬بروح‭ ‬مفعمة‭ ‬بالبذل‭ ‬والعطاء،‭ ‬والوفاء‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬لأخيه‭ ‬الإنسان‭.‬

شعرت‭ ‬بأن‭ ‬الرد‭ ‬الجميل‭ ‬هو‭ ‬رد‭ ‬للجميل،‭ ‬وأن‭ ‬السلوك‭ ‬النبيل‭ ‬هو‭ ‬صراط‭ ‬مستقيم‭ ‬لكل‭ ‬أمل‭ ‬جديد‭ ‬وكل‭ ‬غد‭ ‬سعيد‭.‬

سموه‭ ‬يقول‭ ‬للمواطنين‭: ‬أنتم‭ ‬بأيدي‭ ‬حكومة‭ ‬أمينة،‭ ‬طبعًا‭ ‬نحن‭ ‬بأيدي‭ ‬حكومة‭ ‬أمينة،‭ ‬وقيادة‭ ‬حكيمة،‭ ‬وشعب‭ ‬وفي،‭ ‬كلنا‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء‭ ‬واحد،‭ ‬وكلنا‭ ‬في‭ ‬الجائحة‭ ‬رقم‭ ‬صعب‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

عندما‭ ‬يتحدث‭ ‬القائد‭ ‬في‭ ‬عودته،‭ ‬وحين‭ ‬يلتف‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬حوله،‭ ‬ندرك‭ ‬شأننا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬الأوائل‭ ‬المخضرمين،‭ ‬بأن‭ ‬الشدائد‭ ‬ستمر،‭ ‬وأن‭ ‬المصائب‭ ‬ستزول،‭ ‬وأن‭ ‬الوطن‭ ‬الكوني‭ ‬الكبير‭ ‬لابد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬الأشياء،‭ ‬إلى‭ ‬تقاليدنا‭ ‬التي‭ ‬توارثناها،‭ ‬إلى‭ ‬أخلاق‭ ‬العشيرة‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬بالعدل،‭ ‬وتتق‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬ناسها‭ ‬وإنسانها،‭ ‬وتؤمن‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬الطبيعة‭ ‬الخلاقة‭ ‬دائمًا‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يصح‭ ‬إلا‭ ‬الصحيح،‭ ‬وأن‭ ‬أهلنا‭ ‬كأهل‭ ‬مكة‭ ‬أدرى‭ ‬بشعابها،‭ ‬وأن‭ ‬قادتنا‭ ‬هم‭ ‬ناسنا‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورنا،‭ ‬نحن‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬في‭ ‬أيد‭ ‬أمينة،‭ ‬نحن‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬أمينة‭.‬