بحرينية وافتخر (1)

| د. غنية الدرازي

كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬يزداد‭ ‬حبي‭ ‬إلى‭ ‬البحرين،‭ ‬وملكها،‭ ‬وأهلها،‭ ‬وحكومتها،‭ ‬وشعبها،‭ ‬وسكانها،‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬يزداد‭ ‬حبي‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬الديرة،‭ ‬وكل‭ ‬طريق،‭ ‬وكل‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬ترابها،‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬المليئة‭ ‬بالتحديات‭ ‬يزداد‭ ‬حبي‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعشق‭ ‬الديرة،‭ ‬ويخلص‭ ‬لها،‭ ‬ويضحي‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬جنسه،‭ ‬أو‭ ‬لونه،‭ ‬أو‭ ‬مذهبه،‭ ‬أو‭ ‬جنسيته،‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬كل‭ ‬أزمة‭ ‬تمر‭ ‬فيها‭ ‬البحرين‭ ‬تزيدني‭ ‬فخرا‭ ‬واعتزازا‭ ‬بجنسيتي،‭ ‬وبلدي،‭ ‬وأهلها‭ ‬المشهود‭ ‬لهم‭ ‬بالطيبة،‭ ‬والذين‭ ‬لم‭ ‬تزدهم‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة‭ ‬إلا‭ ‬شهامة‭ ‬وتلاحما،‭ ‬وجاء‭ ‬مرض‭ ‬كورونا‭ ‬مؤخرا‭ ‬ليقوي‭ ‬هذه‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ويزرع‭ ‬شجرة‭ ‬حب‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬للوطن،‭ ‬ولكل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭.‬

مع‭ ‬تفشي‭ ‬مرض‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الشلل‭ ‬أصاب‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الإغلاق‭ ‬الكامل‭ ‬للأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وجعل‭ ‬مؤسساتها‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬احتضار،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجزيرة‭ ‬الصغيرة‭... ‬الأمر‭ ‬مختلف‭ ‬تماما،‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬واقع‭ ‬يمثل‭ ‬نفسية‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬المكافح‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تهزه‭ ‬الأزمات‭ ‬بل‭ ‬تزيده‭ ‬نخوة‭ ‬ومسارعة‭ ‬لتلبية‭ ‬نداء‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭.‬

عندما‭ ‬نتواصل‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬الإجابة‭ ‬دائما‭ ‬تكون‭ ‬المدير‭ ‬أو‭ ‬الموظف‭ ‬غير‭ ‬متواجد‭ ‬أو‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬المرض،‭ ‬أو‭ ‬“الشركة‭ ‬مغلقة”‭. ‬الكل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬هلع‭ ‬شديد،‭ ‬لكن‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يختلف،‭ ‬على‭ ‬النقيض،‭ ‬معظم‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬لخدمة‭ ‬البحرين،‭ ‬مع‭ ‬أخذ‭ ‬كل‭ ‬الاحتياطات‭ ‬اللازمة‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬الإرشادات‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرض،‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬موظفيها‭ ‬ومراجعيها‭. ‬قمت‭ ‬شخصيا‭ ‬بالتواصل‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وعجبا‭ ‬كل‭ ‬شركة‭ ‬اتصلت‭ ‬بها‭ ‬كانت‭ ‬مفتوحة،‭ ‬وكل‭ ‬موظف‭ ‬حاولت‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬كان‭ ‬متواجدا،‭ ‬الكل‭ ‬يتهافت‭ ‬لتبقى‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬دائرة‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬الكل‭ ‬يشتغل‭ ‬بجهد‭ ‬ونشاط‭ ‬ويبذل‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصلحة‭ ‬البحرين‭.‬