زبدة القول

كورونا فقط

| د. بثينة خليفة قاسم

لابد أن نكتب عن كورونا، لأنه لا أحد يقرأ إلا عن كورونا، ولا أحد يتحدث إلا عن كورونا، ذلك الفيروس الذي فرض الإقامة الجبرية على العالم كله وحول مطارات العالم إلى السكون التام بعد الحركة والزحام، هو ذلك الفيروس الذي يدخل إلى جميع الدول دون تأشيرة أو جواز سفر.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أصاب الشعب البريطاني بالرعب بعد مقولته المتشائمة وهو يحذرهم من فيروس كورونا، حيث قال لهم لتستعدوا لفقدان الأحبة، مقلدا ونستون تشرشل عندما تولى رئاسة وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية ولم يجد ما يقوله للبريطانيين حينها سوى جملة “ليس هناك ما أقدمه للمواطنين سوى العرق والدم والدموع”.

لابد أن يتعاون العالم كله في هذه الأوقات الحرجة، فلا مجال للصراع اليوم ولا مجال لتصفية الحسابات، ولابد أن يسابق العلماء الزمن لإنتاج علاج لهذا الفيروس اللعين، ولابد أن يقدم هذا العلاج للفقراء قبل الأغنياء، فلا فرق هنا بين شمال وجنوب لأن أهل الشمال ليس بمقدورهم أن يقيموا حواجز عالية تمنع الهجرة غير الشرعية لهذا الفيروس إلى بلدانهم المتقدمة.

بالأمس كان الفيروس في الصين يهز كيان هذا التنين الرهيب صاحب الإمكانيات الكبيرة في كل شيء، واليوم تغير الحال وأصبح الفيروس في أوروبا وأميركا يضرب بكل قوة.

الحكومات العربية تنفذ خططا ممتازة لمحاصرة هذا الفيروس، خصوصا في دول الخليج العربي، ويبقى أن تكون الجماهير على مستوى هذه اللحظة الخطيرة، فلابد من الخوف على النفس وعلى الغير ولابد من الالتزام بدقة ببرامج الحماية الشخصية والابتعاد عن الزحام، خصوصا أن فتاوى كبار العلماء في المملكة العربية السعودية أعفت الجميع من الصلاة في المساجد وألغت الجمعة والجماعة. وبجانب هذا لابد لنا كشعوب إسلامية أن نستحضر مخزوننا الروحي والإيماني دون تواكل أو استهتار لنتخلص من الهلع الذي يسيطر على الكثيرين، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.