تجليات الحكمة والتنوير للضمير في العلم الإنساني في فكر الأمير

| عادل عيسى المرزوق

من‭ ‬مشاهد‭ ‬تجليات‭ ‬الحكمة‭ ‬وحقيقة‭ ‬نبض‭ ‬الوجود‭ ‬الإمكاني‭ ‬الإنساني‭ ‬والتنموي‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬التدفق‭ ‬الولائي‭ ‬والاعتمادي‭ ‬على‭ ‬الفكر‭ ‬التنويري‭ ‬لسموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬من‭ ‬استدامة‭ ‬حضور‭ ‬الرموز‭ ‬والقيادات‭ ‬البحرينية‭ ‬لمقر‭ ‬إقامته‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬الاتحادية،‭ ‬وتمثل‭ ‬الزيارة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لنائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عنوان‭ ‬التجلي‭ ‬الرفيع‭ ‬لسموه‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬“العِمادة‭ ‬في‭ ‬ريادة‭ ‬التنوير‭ ‬للضمير‭ ‬والقيادة”‭.‬

والفكر‭ ‬التنويري‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياة‭ ‬سموه‭ ‬الكريم،‭ ‬هو‭ ‬فكر‭ ‬نوراني‭ ‬إسلامي‭ ‬نابض‭ ‬بالحياة‭ ‬والحكمة‭ ‬والذكاء‭.. ‬فكر‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬العلم‭ ‬والإيمان‭ ‬وبين‭ ‬العقل‭ ‬والدين،‭ ‬ويمثل‭ ‬في‭ ‬مقتضاه‭ ‬توقُّدًا‭ ‬روحيًّا‭ ‬للضمير‭ ‬المُسَيِّرِ‭ ‬للتنوير،‭ ‬والمحرك‭ ‬للعدل‭ ‬وحسن‭ ‬التقدير‭ ‬بحكمة‭ ‬الضمير‭.‬

فِكرٌ‭ ‬لم‭ ‬يغفل‭ ‬صغيرة‭ ‬ولا‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولا‭ ‬شاردة‭ ‬ولا‭ ‬واردة‭ ‬تعبر‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬بيوم‭ ‬من‭ ‬أيامها‭ ‬العالمية‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬كالطفل‭ ‬والأسرة‭ ‬والمرأة‭ ‬التي‭ ‬احتُفِل‭ ‬مؤخرا‭ ‬بيومها‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ (‬8‭) ‬من‭ ‬مارس،‭ ‬وقلبه‭ ‬الكبير‭ ‬باق‭ ‬ينبض‭ ‬يزفها‭ ‬تمشي‭ ‬دلالا‭ ‬تُعَطِّر‭ ‬الكون‭ ‬بهواها‭.. ‬وحدد‭ ‬لها‭ ‬مسارها‭ ‬بما‭ ‬تستحق‭ ‬واحتضنها‭ ‬واحتواها‭.. ‬واحتطب‭ ‬لها‭ ‬منزلا‭ ‬وأسكنها‭ ‬فيه‭ ‬ورعاها‭.. ‬ومَدَّ‭ ‬لها‭ ‬ينبوع‭ ‬الحياة‭ ‬وسقاها‭.. ‬وذلل‭ ‬لها‭ ‬الصعاب‭ ‬مما‭ ‬أصابها‭ ‬وابتلاها‭.. ‬وأركس‭ ‬شدتها‭ ‬وردَّه‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬عاداها‭.. ‬

فِكرُ‭ ‬أميرٍ‭ ‬حكيمٍ‭ ‬متجذرٍ‭ ‬وجدانيا‭ ‬بعروقه‭ ‬الممتدة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬التاريخ‭ ‬مرسخا‭ ‬البناء‭.. ‬ومُحلقا‭ ‬روحيا‭ ‬بأغصانه‭ ‬المثمرة‭ ‬للحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬معانقا‭ ‬عنان‭ ‬السماء‭.. ‬طموحا‭ ‬إنسانيا‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬بعدد‭ ‬ذرات‭ ‬الهواء‭.. ‬محتضنا‭ ‬الحكمة‭ ‬في‭ ‬فؤاده‭ ‬وملبيا‭ ‬دعوة‭ ‬الداعي‭ ‬بالصلاة‭ ‬والرجاء‭.. ‬ورافعا‭ ‬يديه‭ ‬بإخلاصِ‭ ‬متيقِّنٍ‭ ‬ومحبٍ‭ ‬ومؤمنٍ‭ ‬بالدعاء‭.. ‬طالبا‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬العفو‭ ‬والعافية‭ ‬والخيرات‭ ‬النامية‭ ‬لأمته‭ ‬وللإنسانية‭ ‬جمعاء‭..‬

قال‭ ‬تعالى‭ ‬﴿يُؤْتِي‭ ‬الْحِكْمَةَ‭ ‬مَنْ‭ ‬يَشَاءُ‭ ‬وَمَنْ‭ ‬يُؤْتَ‭ ‬الْحِكْمَةَ‭ ‬فَقَدْ‭ ‬أُوتِيَ‭ ‬خَيْرًا‭ ‬كَثِيرًا‭ ‬وَمَا‭ ‬يَذَّكَّرُ‭ ‬إِلَّا‭ ‬أُولُو‭ ‬الْأَلْبَابِ﴾‭ ‬سورة‭ ‬البقرة‭ (‬269‭). ‬

فطوبى‭ ‬لمن‭ ‬يرى‭ ‬بريق‭ ‬الإشعاع‭ ‬الروحي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬فكر‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬ويستمد‭ ‬منه‭ ‬أملا‭ ‬وتفاؤلا‭ ‬وطموحا،‭ ‬ويستلهم‭ ‬منه‭ ‬رفعة‭ ‬وقدرا‭ ‬وسموا،‭ ‬لأن‭ ‬الإشعاع‭ ‬يشكل‭ ‬مرحلة‭ ‬إنسانية‭ ‬متقدمة‭ ‬ومتفردة‭ ‬عالميا‭ ‬ومؤثرة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬سموه‭ ‬ومن‭ ‬حوله‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬محبيه،‭ ‬ومُتَّقِدة‭ ‬نورا‭ ‬وحكمة‭ ‬وحنكة‭ ‬وذكاء‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬السياسية‭ ‬والعملية‭.. ‬مستقرة‭ ‬حكمته‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الضمير‭.. ‬وأصبحت‭ ‬نافذة‭ ‬بلا‭ ‬منافس‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الضمير‭.. ‬وامتدت‭ ‬عمقا‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الضمير‭.. ‬

وقراءة‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬لفلسفة‭ ‬فكر‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬تشكل‭ ‬مثالا‭ ‬نموذجيًّا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به،‭ ‬وتُعد‭ ‬منطلقا‭ ‬علميًّا‭ ‬ثرياًّ‭ ‬مُهِمَّا‭ ‬للرواد‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬فحياته‭ ‬إنسانية‭ ‬عادلة‭ ‬ومعتدلة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬تكوينها‭ ‬وحركتها،‭ ‬وحُبلى‭ ‬بمعانى‭ ‬ثمرة‭ ‬الوجود‭ ‬الإمكاني‭ ‬وتجلياته‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ومختلفة‭ ‬اختلافا‭ ‬جذريا‭ ‬عن‭ ‬النطاق‭ ‬العالمي‭ ‬وما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬مفارقات‭ ‬وتناقضات‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعاطي‭ ‬العادل‭ ‬والمعتدل‭ ‬بين‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتشعبة‭ ‬والشائكة‭.‬

وتبقى‭ ‬فلسفة‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وستدوم‭ ‬وتقوى‭ ‬مع‭ ‬بزوغ‭ ‬فجر‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير،‭ ‬وسيكون‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬والتأثير‭ ‬لاستحثاث‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر،‭ ‬بضرورة‭ ‬الخروج‭ ‬بحلول‭ ‬ابتكارية‭ ‬ذكية‭ ‬من‭ ‬المآزق‭ ‬التي‭ ‬تخلفها‭ ‬تلك‭ ‬السياسات‭ ‬المترهلة‭ ‬فكريا‭ ‬وتطويريا،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬توجيهية‭ ‬ترشد‭ ‬معارضي‭ ‬التغيير‭ ‬والتطوير‭ ‬للطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬وقد‭ ‬تثير‭ ‬حفيظتهم،‭ ‬كونهم‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأبجديات‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬التقليدية،‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الدخول‭ ‬والمجازفة‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬كسر‭ ‬القواعد‭ ‬والمساس‭ ‬بها‭ ‬لأجل‭ ‬النجاح‭ ‬المزعوم‭ ‬المحفوف‭ ‬بالمخاطر‭ ‬كما‭ ‬يدعون،‭ ‬لغلبة‭ ‬الطابع‭ ‬الأرستقراطي‭ ‬والبروتوكولي‭ ‬في‭ ‬سير‭ ‬العمليات‭ ‬الإدارية‭ ‬والسياسية‭ ‬لديهم‭.‬

‭ ‬فمِن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬فكرية‭ ‬تتحدى‭ ‬معارضي‭ ‬ومحاربي‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬القواعد‭ ‬الذابلة،‭ ‬وتتركز‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬مدخل‭ ‬أساس‭ ‬تحليلي‭ ‬علمي‭ ‬لتفكيك‭ ‬القواعد‭ ‬الساكنة‭ ‬نحو‭ ‬النجاح‭ ‬التفاعلي‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬به‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشجيع‭ ‬والتوجيه‭ ‬المقنن‭ ‬المدروس‭ ‬والمهيكل‭ ‬بخطط‭ ‬علمية‭ ‬مرجعية‭ ‬لكسر‭ ‬أي‭ ‬قاعدة‭ ‬دنيوية‭ ‬متغيرة‭ ‬أو‭ ‬متسلقة‭ ‬على‭ ‬الحقيقة،‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬الدراسات‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬التغيير‭ ‬المتفاوت‭ ‬نسبيا‭ ‬وفقا‭ ‬لمستوى‭ ‬استيعاب‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أسس‭ ‬الذكاء‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الممنهج‭ ‬علميا،‭ ‬أي‭ ‬بمعنى‭ ‬دراسة‭ ‬وضع‭ ‬خطوات‭ ‬تفكيكية‭ ‬مرحلية‭ ‬وتقييمية‭ ‬لأي‭ ‬قاعدة‭ ‬مقصودة‭ ‬للتفكيك‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬ضعيفة‭ ‬أم‭ ‬قوية‭ ‬أو‭ ‬متأرجحة،‭ ‬ليتسنى‭ ‬اختبار‭ ‬مدى‭ ‬تماسكها‭ ‬من‭ ‬تشتيتها‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬ضعيفة‭ ‬فلن‭ ‬تقاوم‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيبها‭ ‬وهندستها‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬القاعدة،‭ ‬لتصحيح‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬مخرجاتها‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬كفة‭ ‬النجاح‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الفشل،‭ ‬فسيتلاشى‭ ‬رويدا‭ ‬رويدا‭ ‬ويضمحل‭ ‬الفشل،‭ ‬نتيجة‭ ‬هيمنة‭ ‬وسيطرة‭ ‬النجاح‭ ‬تدريجيا‭ ‬على‭ ‬الضعف‭ ‬والفشل‭..‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬تطبيق‭ ‬دراسة‭ ‬علم‭ ‬الإنسان‭ ‬المسمى‭ ‬بمنهج‭ ‬أو‭ ‬علم‭ ‬الأنثروبولوجيا،‭ ‬دور‭ ‬عملي‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬تقبل‭ ‬التغيير‭ ‬الإجتماعي،‭ ‬وتبريرا‭ ‬ممنهجا‭ ‬ومعززا‭ ‬لكسر‭ ‬القواعد‭ ‬الساكنة‭ ‬وتغييرها‭ ‬لقواعد‭ ‬ديناميكية‭ ‬تفاعلية‭ ‬ناجحة،‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمناهج‭ ‬القديمة‭ ‬الحديثة‭ ‬المستحدثة‭ ‬والمستخدمة‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬الأفكار‭ ‬المستحدثة،‭ ‬وإحدى‭ ‬أدواته‭ ‬هي‭ ‬الملاحظة‭ ‬بالمعايشة،‭ ‬ومؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬“الأفكار‭ ‬المستحدثة”‭ ‬“أفريت‭ ‬روجرز”‭ ‬يذكر‭ ‬بعض‭ ‬التحليلات‭ ‬البسيطة‭ ‬والمفيدة‭ ‬للتعجيل‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬الأفكار‭ ‬المستحدثة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات‭ ‬الصعبة‭ ‬وفقا‭ ‬للنهج‭ ‬الأنثروبولوجي‭ ‬ويلخصها‭ ‬في؛‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬معلومات‭ ‬وفيرة‭ ‬حول‭ ‬الفكرة‭ ‬الحديثة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬فهمها‭ ‬وتصديقها‭ ‬وتبنيها،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الفكرة‭ ‬بسيطة‭ ‬وسهلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التطبيق،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالأفكار‭ ‬السابقة‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنجذاب‭ ‬اليها‭ ‬والإرتباط‭ ‬بها،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬السابقين‭ ‬الأوائل‭ ‬لتبني‭ ‬الأفكار‭ ‬الحديثة‭ ‬يحتاجون‭ ‬لوقت‭ ‬أقل‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬المزيد‭ ‬منها‭. ‬

فمن‭ ‬الضروري‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬السابقين‭ ‬الأوائل‭ ‬أصحاب‭ ‬الفكر‭ ‬والبصيرة‭ ‬في‭ ‬التبني‭ ‬للأفكار‭ ‬نحو‭ ‬التغيير‭ ‬الإجتماعي‭ ‬والتفكيك‭ ‬للقواعد‭ ‬الساكنة،‭ ‬والتوجه‭ ‬لهم‭ ‬أولا‭ ‬لرفع‭ ‬نسبة‭ ‬القبول‭ ‬والاستيعاب‭ ‬والإستدلال‭ ‬بتجاربهم،‭ ‬ويشير‭ ‬“روجرز”‭ ‬ضمنيا‭ ‬لاحتضان‭ ‬السابقين‭ ‬لقواعد‭ ‬إنجاح‭ ‬التغيير،‭ ‬مدللا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬الإدراك‭ ‬والملاحظة‭ ‬والتجربة‭ ‬أطول‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬التجربة‭ ‬والتبني،‭ ‬ومرحلة‭ ‬التجربة‭ ‬والتبني‭ ‬تكون‭ ‬أطول‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمتبنين‭ ‬الأوائل‭ ‬مقابل‭ ‬الأواخر،‭ ‬ومرحلة‭ ‬الإدراك‭ ‬والتجربة‭ ‬لدى‭ ‬الأوائل‭ ‬أقصر‭ ‬منها‭ ‬لدى‭ ‬الأواخر،‭ ‬والمتبنون‭ ‬الأوائل‭ ‬تكون‭ ‬فترة‭ ‬تجربتهم‭ ‬للأفكار‭ ‬المستحدثة‭ ‬أضيق‭ ‬نطاقا‭ ‬من‭ ‬المتبنين‭ ‬الأواخر‭.‬

فالنجاح‭ ‬بقواعده‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬يدرسها‭ ‬ويضعها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والفلاسفة‭ ‬والباحثين،‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الممهد‭ ‬الممتد‭ ‬للتنوير‭ ‬الفكري‭ ‬الذي‭ ‬يسلكه‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬وينيره‭ ‬بشعاع‭ ‬أَمارة‭ ‬الضمير‭ ‬التي‭ ‬ارتكست‭ ‬قلبا‭ ‬وقالبا‭ ‬في‭ ‬روحه‭ ‬وحياته،‭ ‬وتوهجت‭ ‬بشحنات‭ ‬الإيجاب‭ ‬والمحبة‭ ‬والدعاء‭ ‬والقبول،‭ ‬وأصبح‭ ‬النجاح‭ ‬بصلابة‭ ‬قواعده‭ ‬توأما‭ ‬متلازما‭ ‬للضمير،‭ ‬ويطلب‭ ‬تأدبا‭ ‬لنفسه‭ ‬يوما‭ ‬عالميا‭ ‬منفردا‭ ‬يُحتفى‭ ‬به،‭ ‬ويرقب‭ ‬بعينيه‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬بعطف‭ ‬أمير‭ ‬الضمير،‭ ‬ويدفعه‭ ‬تشجيعا‭ ‬له‭ ‬بالظهور‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭.‬