ضحايا الـ “كورونا” أم ضحايا “خامنئي”؟!

| صالح القلاب

إكراماً‭ ‬لـ‭ ‬“خاطر”‭ ‬الكورونا‭ ‬أفرجت‭ ‬إيران‭ ‬وإن‭ ‬“مؤقتا”‭ ‬عن‭ ‬سبعين‭ ‬ألفاً‭ ‬من‭ ‬السجناء،‭ ‬أغلب‭ ‬الظن‭ ‬أنهم‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬المعارضين،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬سجن‭ ‬أو‭ ‬معتقل‭ ‬كبير‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عشرات‭ ‬المعتقلات‭ ‬“المختبئة”‭ ‬في‭ ‬الصحاري‭ ‬والقرى‭ ‬البعيدة،‭ ‬وأنه‭ ‬غير‭ ‬مستبعد‭ ‬ألا‭ ‬يتم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬أيٍ‭ ‬من‭ ‬سجنائها‭ ‬كي‭ ‬تنهش‭ ‬أجسادهم‭ ‬هذه‭ ‬الـ‭ ‬“فيروسات”‭ ‬المتوحشة‭ ‬التي‭ ‬تُركت‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬لتصل‭ ‬أعداد‭ ‬ضحاياها‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬الفلكية‭ ‬الخيالية‭.‬

وهنا‭ ‬فأغلب‭ ‬الظن،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬المؤكد،‭ ‬أن‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬بعد‭ ‬الإفراج‭ ‬وإن‭ ‬مؤقتاً‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬من‭ ‬السجناء‭ ‬باتوا‭ ‬يدعون‭ ‬لهذه‭ ‬الـ‭ ‬“كورونا”‭ ‬بطول‭ ‬العمر‭ ‬وباتوا‭ ‬يناهضون‭ ‬من‭ ‬يستهدفها‭ ‬ويشنون‭ ‬عليه‭ ‬حروباً‭ ‬شعواء‭ ‬ليس‭ ‬بالرصاص‭ ‬والمتفجرات،‭ ‬إنما‭ ‬بالمبيدات‭ ‬الـ‭ ‬“فيروسية”،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الإيرانيين‭ ‬باتوا‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الـ‭ ‬“فيروسات”‭ ‬مخلوقات‭ ‬رحمة،‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬“إطلاعات”‭ ‬وباقي‭ ‬التشكيلات‭ ‬والأجهزة‭ ‬المخابراتية‭. ‬

ثم‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬أفرح‭ ‬الإيرانيين‭ ‬وأسعدهم‭ ‬بالتأكيد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬أعلن،‭ ‬وهو‭ ‬يتفجر‭ ‬غضباً،‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬السجناء‭ ‬ستستمر‭ ‬مادام‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬المجتمعي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬السجون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬“محشوة”‭ ‬بمئات‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬السجناء‭ ‬والمعتقلين‭ ‬الذين‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬غالبيتهم‭ ‬من‭ ‬المعارضين‭ ‬ومن‭ ‬قادة‭ ‬وكوادر‭ ‬ومنتسبي‭ ‬فصائل‭ ‬المعارضة‭. ‬

وعليه،‭ ‬ومع‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬و”المحبة”‭ ‬للإمام‭ ‬عليّ‭ ‬الرضا‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الآن‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬بعدما‭ ‬وصلت‭ ‬أعداد‭ ‬ضحايا‭ ‬الـ‭ ‬“كورونا”‭ ‬المتوحشة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬“كما‭ ‬قيل‭ ‬رسمياًّ”‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬الألوف،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬كـ‭ ‬“فتوى”‭ ‬من‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬بذهاب‭ ‬الذين‭ ‬انتفخت‭ ‬أجسادهم‭ ‬بسموم‭ ‬هذا‭ ‬الـ‭ ‬“فيروس”‭ ‬المرعب‭ ‬إلى‭ ‬“مشهد”‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬حيث‭ ‬مرقد‭ ‬الإمام‭ ‬عليه‭ ‬السلام،‭ ‬وحقيقة‭ ‬إن‭ ‬الرضا‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬بريء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬بعدما‭ ‬وصلت‭ ‬ضحايا‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬المتوحش‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬الفلكية‭ ‬وحيث‭ ‬اضطر‭ ‬“المرشد‭ ‬الأعلى”‭ ‬إلى‭ ‬إصدر‭ ‬قرار‭ ‬بالإفراج‭ ‬المؤقت‭ ‬عن‭ ‬70‭ ‬ألف‭ ‬سجين‭ ‬ربما‭ ‬تتضاعف‭ ‬أعدادهم‭ ‬عشرات‭ ‬المرات‭ ‬إذا‭ ‬بقيت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المصائب‭ ‬الإيرانية‭ ‬مستمرة‭ ‬وتنتقل‭ ‬من‭ ‬سيء‭ ‬إلى‭ ‬أسوأ‭. ‬“إيلاف”‭.‬