لقطة

الأحذية الرياضية و“التعايش” مع الألم!

| أحمد كريم

أستوحي‭ ‬العنوان‭ ‬من‭ ‬نصيحة‭ ‬سمعتها‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬طبيبة‭ ‬اكتشفت‭ ‬لاحقا‭ ‬أنها‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬حالتي‭ ‬الصحية‭ ‬عندما‭ ‬قصدتها‭ ‬متوجعا‭ ‬من‭ ‬قدمي‭!‬

طبعا،‭ ‬الطبيبة‭ ‬وجهت‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة،‭ ‬ثم‭ ‬قالت‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬للفحص‭ ‬المقطعي‭: ‬“لديك‭ ‬نتوءة‭ ‬عظمية‭ ‬تسبب‭ ‬التهابا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬عصب‭ ‬القدم،‭ ‬وهو‭ ‬مصدر‭ ‬هذا‭ ‬الألم،‭ ‬لكن‭ ‬إزالة‭ ‬النتوءة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬سهلا،‭ ‬فهي‭ ‬تحتاج‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬بتقنية‭ ‬الليزر،‭ ‬وهي‭ ‬مكلفة‭ ‬ماديا‭ ‬وغير‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭.‬

وعندما‭ ‬طلبت‭ ‬منها‭ ‬العلاج‭ ‬المتاح‭ ‬حاليا‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الألم‭ ‬الفظيع،‭ ‬قالت‭ ‬باقتضاب‭: ‬“عليك‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الألم‭ ‬واستخدام‭ ‬المسكن‭ ‬كحل‭ ‬بديل‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بإجراء‭ ‬العملية‭ ‬الجراحية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر”‭.‬

خرجت‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬يائسا‭ ‬من‭ ‬التشخيص،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬تناولت‭ ‬الدواء‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬زال‭ ‬الألم‭ ‬وكأن‭ ‬شيئا‭ ‬لم‭ ‬يكن،‭ ‬وعدت‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬حياتي‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭.‬

بعد‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬هاجمني‭ ‬الألم‭ ‬بشراسة‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الأولى،‭ ‬فذهبت‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬على‭ ‬عجالة،‭ ‬وتم‭ ‬فحص‭ ‬قدمي‭ ‬بالأشعة‭ ‬المقطعية،‭ ‬وبعد‭ ‬المعاينة،‭ ‬قال‭ ‬الطبيب‭ ‬إنني‭ ‬أشكو‭ ‬التهابا‭ ‬جزئيا‭ ‬في‭ ‬العصب،‭ ‬ولا‭ ‬توجود‭ ‬أي‭ ‬نتوءة‭ ‬عظمية‭!‬

واكتملت‭ ‬المفاجأة‭ ‬عندما‭ ‬وصف‭ ‬لي‭ ‬الطبيب‭ ‬ذات‭ ‬المسكن‭ ‬الذي‭ ‬وصفته‭ ‬لي‭ ‬الطبيبة‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬السابقة،‭ ‬ولكنه‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬الراحة،‭ ‬وعدم‭ ‬المشي‭ ‬أو‭ ‬الوقوف‭ ‬لمسافات‭ ‬طويلة‭ ‬بغير‭ ‬الأحذية‭ ‬الطبية‭ ‬أو‭ ‬الرياضية‭ ‬المريحة‭!‬

والحمد‭ ‬لله،‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تعاودني‭ ‬نوبة‭ ‬الألم‭ ‬تلك،‭ ‬لكنني‭ ‬أتذكر‭ ‬الحادثة‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الفيروس‭ ‬المرعب‭ ‬كورونا،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬له‭ ‬علاج،‭ ‬لكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المصابين‭ ‬به‭ ‬يتعافون‭ ‬ويخرجون‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭!‬