سوالف

ما سبب تعمد إخفاء السفر إلى إيران

| أسامة الماجد

لماذا‭ ‬يخفون‭ ‬حقيقة‭ ‬ومبررات‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬و”يستانسون”‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬ويستميتون‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الإرهابي‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬يجعلهم‭ ‬يقبلون‭ ‬رؤوسه‭ ‬ويروجون‭ ‬لعصر‭ ‬كسرى‭ ‬الزائل،‭ ‬أضم‭ ‬صوتي‭ ‬إلى‭ ‬صوت‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬محمد‭ ‬السيسي‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬“المجلس‭ ‬بصدد‭ ‬إصدار‭ ‬تشريع‭ ‬يُعاقب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للإرهاب‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬إيران‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬السلطات‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬سفرهم‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬ختمهم‭ ‬جوازات‭ ‬سفرهم‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬لإخفاء‭ ‬تواجدهم‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬واعتبر‭ ‬السيسي‭ ‬أن‭ ‬دخول‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬دون‭ ‬ختمهم‭ ‬جوازاتهم‭ ‬يُعد‭ ‬خرقاً‭ ‬صريحاً‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬وصول‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬إلا‭ ‬حرباً‭ ‬بيولوجية‭ ‬ممنهجة‭ ‬تستهدف‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية”‭.‬

الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬الظلام‭ ‬ومحروم‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة،‭ ‬فكيف‭ ‬يذهب‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬وينظرون‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بمظاهر‭ ‬الطهر‭ ‬والبراءة‭ ‬وقوى‭ ‬الجمال‭ ‬الآسر‭ ‬المثير‭ ‬ذي‭ ‬الكبرياء‭ ‬والروحانية‭ ‬الغامضة،‭ ‬ثم‭ ‬التواطؤ‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬بعدم‭ ‬ختم‭ ‬جوازاتهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المواقع‭ ‬يعد‭ ‬خرقا‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وتزييفا‭ ‬وتزويرا‭ ‬وتعاطفا‭ ‬مع‭ ‬غرور‭ ‬وحماقة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وتشجيعا‭ ‬على‭ ‬إرهابه،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬هؤلاء‭ ‬حركة‭ ‬غير‭ ‬واعية،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنهم‭ ‬يتحركون‭ ‬ويعقدون‭ ‬العزم‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬اعتبارات‭ ‬وطنية،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬تعمد‭ ‬إخفاء‭ ‬السفر؟

نتمنى‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬هذا‭ ‬التشريع‭ ‬الذي‭ ‬بموجبه‭ ‬يعاقب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬السلطات،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬مصرا‭ ‬وكان‭ ‬قلبه‭ ‬متعلقا‭ ‬بإيران‭ ‬ويصرخ‭ ‬لها‭ ‬ولشعاراتها‭ ‬فالبوابة‭ ‬مفتوحة‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أحبابه‭ ‬وعشاقه،‭ ‬فالمسألة‭ ‬ليست‭ ‬مساومات‭ ‬“أروح‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬أروح‭ ‬أو‭ ‬رغبة‭ ‬شخصية”،‭ ‬لكنه‭ ‬أمن‭ ‬وطن،‭ ‬وهناك‭ ‬قوانين‭ ‬تحكم‭ ‬المواطن‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬نفسه‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬البلد‭ ‬والتقيد‭ ‬بالقوانين‭.‬