ستة على ستة

أزمة كورونا وغباء إيران

| عطا السيد الشعراوي

رغم‭ ‬شدة‭ ‬الأزمة‭ ‬وضراوتها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دولا‭ ‬كالبحرين‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الجهود‭ ‬الحكيمة‭ ‬والخطوات‭ ‬الاستباقية‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بقيادة‭ ‬واعية‭ ‬ومتابعة‭ ‬حثيثة‭ ‬ودائمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تخفيف‭ ‬حدتها‭ ‬واتخاذ‭ ‬السبل‭ ‬الكفيلة‭ ‬لطمأنة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضها‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬وقفت‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬المقابل‭ ‬لشعبها‭ ‬وتجاهلت‭ ‬المخاطر‭ ‬واعتمدت‭ ‬على‭ ‬طبيعتها‭ ‬كدولة‭ ‬ديكتاتورية‭ ‬قمعية‭ ‬ظنا‭ ‬منها‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬طمس‭ ‬آثار‭ ‬الأزمة‭ ‬وحصر‭ ‬مداها‭ ‬رغم‭ ‬تصاعد‭ ‬الأزمة‭ ‬وتوسع‭ ‬مداها،‭ ‬حتى‭ ‬كان‭ ‬مسؤولو‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬ضحاياها،‭ ‬لأن‭ ‬الأزمات‭ ‬لا‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬والتضامن‭ ‬والتكاتف‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬السبيل‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬الناجحة‭.‬

صحيفة‭ ‬“واشنطن‭ ‬بوست”‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬الجاري‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬سحق‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬حاولت‭ ‬إنكار‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬بـ‭ ‬“غباء”،‭ ‬ونشرت‭ ‬أرقاما‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬عن‭ ‬الإصابات،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتضح‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬التفشي‭ ‬الكبير‭ ‬للفيروس،‭ ‬حيث‭ ‬قدرت‭ ‬إحدى‭ ‬الإحصاءات‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نحو‭ ‬28‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬إصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

الغباء‭ ‬الإيراني‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬الأرقام،‭ ‬إنما‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬الطبي‭ ‬مع‭ ‬الفيروس،‭ ‬وفي‭ ‬التهوين‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬وتضليل‭ ‬الناس‭ ‬كي‭ ‬توحي‭ ‬للشعب‭ ‬بأن‭ ‬الأمور‭ ‬طبيعية‭ ‬بقصد‭ ‬دفعه‭ ‬للتصويت‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬اجريت‭ ‬مؤخرا،‭ ‬ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬هذا‭ ‬الخداع‭ ‬للشعب‭ ‬أنها‭ ‬أجبرت‭ ‬الممرضين‭ ‬والممرضات‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬الأقنعة‭ ‬الواقية‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬كما‭ ‬تلقوا‭ ‬تحذيرات‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬بأن‭ ‬يلتزموا‭ ‬الصمت‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬المرضى‭ ‬والوفيات‭ ‬جراء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬منعًا‭ ‬لإثارة‭ ‬الفزع‭ ‬بين‭ ‬المرضى‭ ‬والسكان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لإصابة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬بالفيروس‭.‬

ومن‭ ‬جوانب‭ ‬الغباء‭ ‬الإيراني‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تعاملت‭ ‬باستخفاف‭ ‬مع‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬مقدرة‭ ‬أنها‭ ‬ستظل‭ ‬بمنأى‭ ‬عنه،‭ ‬وتباهت‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬بأنها‭ ‬تقوم‭ ‬بتصدير‭ ‬الأقنعة‭ ‬للصين،‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬أقنعة‭ ‬لمواطنيها‭.‬