في اليوم الدولي للمرأة

| عبدعلي الغسرة

في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تحتفل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنظماتها‭ ‬وشعوبها‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمرأة،‭ ‬ويحمل‭ ‬احتفال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬شعار‭ ‬“أنا‭ ‬جيل‭ ‬المساواة‭... ‬إعمال‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة”،‭ ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬البلدان‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬ومنهاج‭ ‬“بيجين”‭ ‬المعتمد‭ ‬في‭ ‬1995م‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬الرابع‭ ‬المعني‭ ‬بالمرأة‭ ‬في‭ ‬الصين‭.‬

إن‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬يتخذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف،‭ ‬الأول‭ ‬تحقيق‭ ‬إنسانية‭ ‬المرأة‭ ‬وفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمامها‭ ‬لتحقيق‭ ‬طموحاتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬وإزالة‭ ‬العقبات‭ ‬المتعددة‭ ‬من‭ ‬أمامها‭. ‬الثاني‭ ‬تجسيد‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬دون‭ ‬تهميش‭ ‬لأحدهما‭ ‬أو‭ ‬تفضيله‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬الثالث‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الحضارية‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬متقدم‭ ‬وينهض‭ ‬بالإنسان،‭ ‬الرابع‭ ‬تنمية‭ ‬ثقافة‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬واجتثاث‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬والتمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والعمل،‭ ‬وخامسًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬يلتقي‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬وحقوقية‭ ‬ومهنية‭.‬

إن‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬تغيير‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬ويدعم‭ ‬مسارها‭ ‬المهني‭ ‬والحقوقي،‭ ‬إن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬والجودة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمال‭ ‬ميزة‭ ‬تتوفر‭ ‬للمرأة‭ ‬كما‭ ‬للرجل،‭ ‬وقد‭ ‬نافست‭ ‬المرأة‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يجعل‭ ‬أحدهما‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الآخر،‭ ‬بل‭ ‬إنهما‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة‭ ‬وهو‭ ‬الإنسان،‭ ‬الإنسان‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والعطاء‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التميز‭. ‬فكُلٍ‭ ‬منهما‭ ‬يُحقق‭ ‬تقدمه‭ ‬بما‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التطور‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذاته‭ ‬وحياته‭ ‬ومجتمعه‭.‬

إن‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬سيرفع‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬المجتمعية‭ ‬عِلميًا‭ ‬ومهنيًا،‭ ‬وسيلغي‭ ‬التحيز‭ ‬ويضمن‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية‭ ‬بصورة‭ ‬متكافئة‭ ‬مع‭ ‬الرجل،‭ ‬حينها‭ ‬ستردم‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭. ‬إن‭ ‬ردم‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬لا‭ ‬يتطلب‭ ‬قوانين‭ ‬أو‭ ‬ورش‭ ‬تدريب،‭ ‬بل‭ ‬يتطلب‭ ‬الإيمان‭ ‬بحقوق‭ ‬الفرد‭ ‬الإنسانية‭ ‬سواء‭ ‬رجلا‭ ‬أو‭ ‬امرأة‭.‬