ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة تدمير سوريا (8)

| د. طارق آل شيخان الشمري

أراد‭ ‬الشعوبيون‭ ‬العثمانيون‭ ‬والصفويون‭ ‬وسياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭ ‬تدمير‭ ‬سوريا‭ ‬وتقاسمها،‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬مؤامرة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭. ‬هنا‭ ‬دخل‭ ‬المارشال‭ ‬الروسي‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬ما‭ ‬فعلناه‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬بالتحالف‭ ‬مع‭ ‬سوريا،‭ ‬يأتي‭ ‬هذان‭ ‬الطفلان‭ ‬“العثماني‭ ‬والصفوي”‭ ‬ويريدان‭ ‬انتزاعه‭ ‬منا‭! ‬ولأنه‭ ‬مارشال‭ ‬محنك‭ ‬و”داهية”،‭ ‬أقسم‭ ‬ألا‭ ‬يحققا‭ ‬مؤامرتهما،‭ ‬فدخل‭ ‬بقواته‭ ‬وقام‭ ‬بضرب‭ ‬الإرهابيين‭ ‬من‭ ‬“النصرة”‭ ‬و”جيش‭ ‬الشام”‭ ‬الذين‭ ‬تدعمهم‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية،‭ ‬وقام‭ ‬أيضا‭ ‬بضرب‭ ‬الخونة‭ ‬المستتركين‭ ‬الذين‭ ‬يدعمهم‭ ‬المنافق‭ ‬الطغرلي‭ ‬وتاجر‭ ‬التصريحات،‭ ‬أما‭ ‬المرتزقة‭ ‬الصفويون‭ ‬فقد‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عنهم‭ ‬مؤقتا‭ ‬واعدا‭ ‬نفسه‭ ‬بأن‭ ‬يورطهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يستتب‭ ‬الأمر‭ ‬له‭ ‬بسوريا،‭ ‬ويقوم‭ ‬بتصفية‭ ‬عملاء‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬وعملاء‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭ ‬النصرة‭ ‬وجيش‭ ‬الشام‭.‬

لكن‭ ‬المارشال‭ ‬الروسي‭ ‬أراد‭ ‬تدمير‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يخسرهم‭ ‬لأنه‭ ‬سيحتاجهم‭ ‬لاحقا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحه‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إفشال‭ ‬مخططهم،‭ ‬فهو‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬المشرد‭ ‬والمنبوذ‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يحقق‭ ‬مصالح‭ ‬الغير،‭ ‬فالفرعون‭ ‬والمنافق‭ ‬الطغرلي‭ ‬منبوذ‭ ‬من‭ ‬الأوروبيين‭ ‬ومن‭ ‬واشنطن‭ ‬ومن‭ ‬العرب،‭ ‬ويريد‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬نصر‭ ‬خصوصا‭ ‬بسوريا‭ ‬واحتلاله‭ ‬الشمال‭ ‬السوري‭. ‬وكذلك‭ ‬الصفوي‭ ‬ابن‭ ‬القبائل‭ ‬المجوسية‭ ‬المشردة‭ ‬منبوذ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هؤلاء،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬واشنطن‭ ‬تقليم‭ ‬أظافره‭ ‬وقتل‭ ‬سليماني‭ ‬والثورة‭ ‬العربية‭ ‬بلبنان‭ ‬والعراق‭ ‬ضده‭. ‬أما‭ ‬سياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭ ‬فيمكن‭ ‬ابتزازها‭ ‬كحال‭ ‬مسؤولي‭ ‬واشنطن‭ ‬وباريس‭ ‬وبون‭ ‬ولندن‭ ‬الذين‭ ‬أخذوا‭ ‬حصتهم‭ ‬مقابل‭ ‬بعض‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬المقاطعة‭ ‬العربية‭.‬

وعليه،‭ ‬قام‭ ‬المارشال‭ ‬بجمع‭ ‬هذين‭ ‬الطفلين‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ (‬استكانة‭) ‬كما‭ ‬يقولون،‭ ‬واتفق‭ ‬معهما‭ ‬على‭ ‬تقاسم‭ ‬سوريا،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يجعلهما‭ ‬يتصادمان‭ ‬لاحقا‭. ‬وقد‭ ‬صدقه‭ ‬مرتزقتهم‭ ‬واعتبروا‭ ‬أنهم‭ ‬انتصروا،‭ ‬ولم‭ ‬يعلموا‭ ‬أنه‭ ‬كمين‭ ‬لهم‭. ‬واستمر‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬قرر‭ ‬المارشال‭ ‬الروسي‭ ‬إهانة‭ ‬الطغرلي‭ ‬تاجر‭ ‬التصريحات،‭ ‬فأوعز‭ ‬إلى‭ ‬حليفه‭ ‬السوري‭ ‬بقصف‭ ‬بعض‭ ‬العثمانيين‭ ‬المحتلين‭ ‬وقتلهم،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬قلوبنا‭ ‬كعرب‭ ‬مسلمين‭ ‬تقول‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬مزيد‭ ‬انتقاما‭ ‬لآلاف‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذنب؟‭ ‬ليكتشف‭ ‬الغبي‭ ‬الطغرلي‭ ‬لاحقا،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استغفاله‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المارشال‭ ‬الروسي،‭ ‬ويقوم‭ ‬بالاستنجاد‭ ‬بواشنطن‭ ‬وأوروبا‭ ‬كالذليل‭ ‬المنكسر‭. ‬وللقصة‭ ‬بقية‭.‬