زبدة القول

وداعا للقبلات

| د. بثينة خليفة قاسم

حالة‭ ‬من‭ ‬الهلع‭ ‬تسود‭ ‬العالم‭ ‬بسبب‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الجديد،‭ ‬والكل‭ ‬يتطوع‭ ‬بنشر‭ ‬الرسائل‭ ‬والمنشورات‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لينصحوا‭ ‬غيرهم‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬أحيانا‭ ‬وعن‭ ‬جهل‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬أخرى‭.‬

فهناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬لك‭ ‬اجعل‭ ‬فمك‭ ‬رطبا‭ ‬دائما،‭ ‬لأن‭ ‬الفيروس‭ ‬يستطيع‭ ‬إصابتك‭ ‬بشكل‭ ‬أقوى‭ ‬عند‭ ‬جفاف‭ ‬فمك،‭ ‬وأن‭ ‬الماء‭ ‬الذي‭ ‬تشربه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬الفيروس‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬فمك‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬المعدة‭ ‬فيموت‭ ‬هناك‭ ‬بفعل‭ ‬الأحماض‭ ‬الموجودة‭ ‬فيها،‭ ‬فيبدأ‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬خوفهم‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬شرب‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬طوال‭ ‬اليوم،‭ ‬لكن‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬المقصود‭ ‬بالماء‭ ‬الماء‭ ‬الساخن‭ ‬وليس‭ ‬العادي‭ ‬لأن‭ ‬الماء‭ ‬الساخن‭ ‬يقتل‭ ‬الفيروس‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬أصيبوا‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬‮٨٨‬‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬منهم‭ ‬حوالي‭ ‬‮٧٩‬‭ ‬ألفا‭ ‬بالصين‭ ‬وحدها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الهلع‭ ‬يعم‭ ‬الدنيا‭ ‬كلها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬تبث‭ ‬رسائل‭ ‬مرعبة‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬اجتياح‭ ‬الفيروس‭ ‬العالم‭ ‬كله‭.‬

ووسط‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬ظلها‭ ‬العالم،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬العدوى‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬وأولها‭ ‬تبادل‭ ‬القبلات‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬أمرا‭ ‬ضارا‭ ‬للغاية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬المحبة‭ ‬ودفء‭ ‬المشاعر‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬النفاق‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمجاملة‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬صدق‭. ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القبلات‭ ‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬لها،‭ ‬تكفينا‭ ‬المصافحة‭ ‬القوية‭ ‬بالأيدي،‭ ‬والوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‭.‬