ريشة في الهواء

خليفة بن سلمان دائمًا في البال

| أحمد جمعة

حين‭ ‬نتعرض‭ ‬لأزمة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬قطاع‭ ‬وبأي‭ ‬وقت،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬والعقود‭ ‬المنصرمة،‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يلفت‭ ‬انتباهنا‭ ‬ونتوجه‭ ‬نحوه‭ ‬ونتطلع‭ ‬لموقفه‭ ‬وإدارته‭ ‬ونستجلي‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬قيادته‭ ‬وحنكته،‭ ‬وكيفية‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الموقف،‭ ‬هو‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وأبعد‭ ‬عنه‭ ‬الشر‭. ‬كنا‭ ‬نتطلع‭ ‬بالأزمات‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬التحديات‭ ‬وخطيرة‭ ‬التداعيات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الحقب‭ ‬الماضية،‭ ‬وقد‭ ‬خرجت‭ ‬منها‭ ‬البلاد‭ ‬دائمًا‭ ‬قوية‭ ‬ومعافاة‭ ‬وأكثر‭ ‬تماسكًا‭ ‬ووحدة،‭ ‬ولم‭ ‬يفرقنا‭ ‬حدث‭ ‬أو‭ ‬واقعة‭ ‬أو‭ ‬أزمة،‭ ‬فقد‭ ‬التف‭ ‬الناس‭ ‬عند‭ ‬حادثة‭ ‬طيران‭ ‬الخليج‭ ‬حول‭ ‬بعضهم‭ ‬وعاضدوا‭ ‬بعضهم‭ ‬لأن‭ ‬المصاب‭ ‬شمل‭ ‬الجميع،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬ركاب‭ ‬الطائرة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬بشتى‭ ‬طوائفهم‭ ‬ومذاهبهم،‭ ‬وعند‭ ‬حروب‭ ‬المنطقة‭ ‬والتداعيات‭ ‬التي‭ ‬نتجت‭ ‬عنها‭ ‬رأينا‭ ‬كيف‭ ‬وقف‭ ‬الشعب‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬وتحيز‭ ‬أو‭ ‬فرز‭ ‬مع‭ ‬بعضه‭ ‬البعض‭ ‬واجتزنا‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬وأنقذنا‭ ‬بلدنا‭ ‬ووحدتنا‭ ‬وكان‭ ‬نبراسنا‭ ‬وقتها‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

في‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬غرق‭ ‬السفينة‭ ‬السياحية‭ ‬وعليها‭ ‬مئات‭ ‬المواطنين‭ ‬والسياح‭ ‬والمقيمين،‭ ‬بالحوادث‭ ‬والمواقف‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الملمات‭ ‬واجهنا‭ ‬التحديات‭ ‬متحدين‭ ‬وخرجنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬أقوى‭ ‬مما‭ ‬كنا،‭ ‬وعلى‭ ‬إثرها‭ ‬أصبحت‭ ‬البلاد‭ ‬محصنة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬الحوادث،‭ ‬وجعلت‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭ ‬بخبرة‭ ‬يجتازان‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬خبرة‭ ‬سنين‭ ‬وعقود‭ ‬في‭ ‬المواجهة‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬اليوم‭ ‬ثمرة‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬وثمرة‭ ‬الصمود‭ ‬بوجه‭ ‬التحديات،‭ ‬وقد‭ ‬استقينا‭ ‬هذه‭ ‬الصلابة‭ ‬ومتانة‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬تعلمناها‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬قواعد‭ ‬الصلابة‭ ‬والمواجهة‭ ‬للتحديات،‭ ‬لن‭ ‬أستعرض‭ ‬كل‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬مررنا‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬وكيف‭ ‬خرجنا‭ ‬منها‭ ‬منتصرين،‭ ‬لأنها‭ ‬مدونة‭ ‬بسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬بالأرقام‭ ‬والأسماء‭ ‬والتواريخ‭ ‬والنتائج،‭ ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬زادنا‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحوادث‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬ساعة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬بكل‭ ‬لحظة‭ ‬وعند‭ ‬كل‭ ‬موقف‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مناسبة،‭ ‬يقفز‭ ‬في‭ ‬ذهني‭ ‬وفي‭ ‬بالي‭ ‬سمو‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رائد‭ ‬الجسارة‭ ‬والمبادرة،‭ ‬مؤسس‭ ‬قواعد‭ ‬الصمود‭ ‬والمواجهة،‭ ‬فالعالم‭ ‬يعرف‭ ‬ويدرك‭ ‬أن‭ ‬صمود‭ ‬البحرين‭ ‬وجرأتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬الصعاب،‭ ‬ورثتها‭ ‬كثمرة‭ ‬خبرة‭ ‬وحنكة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬الذي‭ ‬نتطلع‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬بالذات‭ ‬إلى‭ ‬هيبته‭ ‬وهامته‭ ‬الشامخة‭ ‬بالعز‭ ‬والكرامة‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬وشعبه‭ ‬الأبي‭.‬

أشعر‭ ‬بالحب‭ ‬والشوق‭ ‬والأمل‭ ‬واللحظة‭ ‬التي‭ ‬يعانق‭ ‬فيها‭ ‬سموه‭ ‬أرض‭ ‬الوطن،‭ ‬لتضيء‭ ‬السماء‭ ‬بالنور‭ ‬والسلام‭ ‬والطمأنينة،‭ ‬أشتاق‭ ‬إليك‭ ‬وإلى‭ ‬إطلالتك‭ ‬الوهاجة‭ ‬المشرقة،‭ ‬لتشرق‭ ‬ابتسامة‭ ‬الوطن،‭ ‬سلمت‭ ‬ودمت‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬الرمز‭.‬

 

تنويرة‭:

‬الصمت‭ ‬وقت‭ ‬الضوضاء‭ ‬أقوى‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭.‬