زبدة القول

أردوغان فوق صفيح ساخن

| د. بثينة خليفة قاسم

يبدو‭ ‬أن‭ ‬إدلب‭ ‬السورية‭ ‬ستكون‭ ‬نهاية‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬الذي‭ ‬اعتقد‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬خداع‭ ‬الجميع،‭ ‬واعتقد‭ ‬أن‭ ‬حلم‭ ‬الخلافة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬بواسطة‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وشذاذ‭ ‬الآفاق‭ ‬الذين‭ ‬جلبهم‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬ليمدهم‭ ‬بالسلاح‭ ‬ويحارب‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭.‬

أردوغان‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يخدع‭ ‬روسيا‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬لحماية‭ ‬مصالحها‭ ‬وقامت‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬لمنع‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬فبدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بنزع‭ ‬سلاح‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬كما‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬فعل‭ ‬العكس‭ ‬وقام‭ ‬بمد‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬بالأسلحة‭ ‬المتطورة‭.‬

أردوغان‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لكي‭ ‬يطلب‭ ‬العون‭ ‬من‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬معركته‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر،‭ ‬لكن‭ ‬خابت‭ ‬ظنونه‭ ‬وسقطت‭ ‬كل‭ ‬حساباته‭ ‬وسقط‭ ‬جنوده‭ ‬كالدجاج‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

‮٣٣‬‭ ‬جنديا‭ ‬تركيا‭ ‬سقطوا‭ ‬وسقطت‭ ‬معهم‭ ‬هيبة‭ ‬أردوغان‭ ‬وعادوا‭ ‬في‭ ‬نعوشهم‭ ‬لكي‭ ‬يشعلوا‭ ‬المعارضة‭ ‬ضده‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬أردوغان‭ ‬توسل‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬لكي‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬جواره‭ ‬في‭ ‬مغامرته‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ولكنه‭ ‬فشل،‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬معينا‭ ‬سوى‭ ‬إسرائيل‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬ضربات‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬لكي‭ ‬تخفف‭ ‬الضغط‭ ‬عنه‭.‬

وهذه‭ ‬هي‭ ‬النتيجة‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬أردوغان‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬حقيقي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬سلمه‭ ‬ترامب‭ ‬لبوتن‭ ‬وتركه‭ ‬يواجه‭ ‬مصيره،‭ ‬فهل‭ ‬تكون‭ ‬معركة‭ ‬إدلب‭ ‬نهاية‭ ‬أحلام‭ ‬الخلافة‭ ‬وربما‭ ‬نهاية‭ ‬حكم‭ ‬أردوغان‭ ‬نفسه‭ ‬لتركيا؟‭.‬