سوالف

طبيعة الإنسان البحريني “الفزعة” والنهوض بالمسؤولية

| أسامة الماجد

يقال‭ ‬إن‭ ‬الثقافة‭ ‬التزام،‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬معلومات،‭ ‬وأثبت‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬أنه‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الصلابة‭ ‬والالتزام‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬التعليمات‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬مرض‭ ‬“كورونا”،‭ ‬والقضية‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نظريات‭ ‬وفلسفات،‭ ‬فطبيعة‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬“الفزعة”‭ ‬والنهوض‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬والتماسك‭ ‬لتحقيق‭ ‬المستوى‭ ‬المنشود‭ ‬والهدف‭ ‬المرسوم،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ (‬أنه‭ ‬تم‭ ‬حصر‭ ‬أسماء‭ ‬كل‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭ ‬وتحديد‭ ‬أماكن‭ ‬تواجدهم،‭ ‬حيث‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬2292‭ ‬شخصا،‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬إيران‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس‭ ‬فيها،‭ ‬وقد‭ ‬تجاوب‭ ‬منهم‭ ‬310‭ ‬مواطنين‭ ‬مع‭ ‬دعوة‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتسجيل‭ ‬أنفسهم‭ ‬لجدولة‭ ‬مواعيد‭ ‬الفحص‭ ‬الطبي،‭ ‬وشددت‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬بحق‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬عاد‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المذكورة‭ ‬ولم‭ ‬يقم‭ ‬بالاتصال‭ ‬وعمل‭ ‬الفحوصات‭ ‬المطلوبة‭).‬

كما‭ ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ (‬بإرسال‭ ‬وحدات‭ ‬متنقلة‭ ‬للفحص‭ ‬مجهزة‭ ‬وفق‭ ‬المعايير‭ ‬الطبية‭ ‬المعتمدة‭ ‬وخاضعة‭ ‬لإشراف‭ ‬فريق‭ ‬طبي‭ ‬مختص‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬سكن‭ ‬المواطنين‭ ‬العائدين‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والذين‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬مواعيدهم‭ ‬بحسب‭ ‬جدولة‭ ‬الفحص‭).‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬المهمة‭ ‬والحازمة‭ ‬وتنسيق‭ ‬الجهود‭ ‬الجماعية‭ ‬وضعت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الهدف‭ ‬العام،‭ ‬فالوضع‭ ‬يتطلب‭ ‬عملا‭  ‬دؤوبا‭ ‬ومتواصلا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ومتابعة‭ ‬سير‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفيروس،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تعاونا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬الأداء‭ ‬وخدمة‭ ‬المهمة‭ ‬الوقائية‭ ‬والعلاجية،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المعلومات‭ ‬اللازمة،‭ ‬والمشاركة‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬مهمة‭ ‬اللجنة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬المأثور‭ ‬لسيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ (‬كلنا‭ ‬جنود‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬مواجهة‭ ‬واحدة‭ ‬وإن‭ ‬عدونا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬لا‭ ‬المصابون‭ ‬به،‭ ‬وهذه‭ ‬المواجهة‭ ‬مرحلية‭ ‬ستنتهي‭ ‬بالحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬وستبقى‭ ‬وحدتنا‭ ‬وتضحياتنا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬شاهدة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭).‬