من جديد

توجيهات أثلجت صدورنا

| د. سمر الأبيوكي

تحية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأول‭ ‬حالة‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬بالإصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬تحية‭ ‬لسائق‭ ‬الباص‭ ‬البسيط‭ ‬الذي‭ ‬أعياه‭ ‬التعب‭ ‬فذهب‭ ‬مباشرة‭ ‬للمركز‭ ‬الصحي‭ ‬لإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬فلولاه‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬بقية‭ ‬الحالات‭ ‬ولا‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬حالة‭ ‬التأهب‭.‬

كنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬صريحة‭ ‬مع‭ ‬وضعها‭ ‬ولم‭ ‬تخش‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬الصحي‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬كم‭ ‬حالة‭ ‬قبله‭ ‬أعياها‭ ‬التعب‭ ‬لكنها‭ ‬آثرت‭ ‬الكبر‭ ‬خوفا‭ ‬أو‭ ‬جهلا‭.‬

وها‭ ‬هي‭ ‬العيون‭ ‬الساهرة‭ ‬والطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬تلعب‭ ‬دورها‭ ‬بكل‭ ‬تفان‭ ‬وإتقان‭... ‬إن‭ ‬توجيهات‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬والعناية‭ ‬والإجازة‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬تلقيناها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التعليمي‭ ‬أثلجت‭ ‬صدورنا،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬لن‭ ‬تذهب‭ ‬سدى،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬سلك‭ ‬مسلكا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬تصرفاته‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬قلة‭ ‬التصافح‭ ‬ومنع‭ ‬التقبيل‭ ‬والأحضان‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬المهمة‭ ‬كالأعراس‭ ‬والعزاء‭.‬

 

ومضة‭: ‬إن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬همة‭ ‬وتفان‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬الطواقم‭ ‬سواء‭ ‬الصحية‭ ‬أو‭ ‬الإدارية‭ ‬أو‭ ‬الأمنية‭ ‬أو‭ ‬الإعلامية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الفردية،‭ ‬يجعلنا‭ ‬أمام‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬أننا‭ ‬قادرون‭ ‬بوحدتنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نتصدى‭ ‬لأي‭ ‬خطر‭ ‬يهددنا‭ ‬فالوحدة‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬والرقي‭ ‬والتمدن‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إليه‭ ‬بالفعل‭.‬