“الصحة” في زمن الكورونا

| رضي السماك

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الرعب‭ ‬و”الترعيب”‭ ‬التي‭ ‬تستبد‭ ‬بالعالم‭ ‬جراء‭ ‬“كورونا”،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نكاد‭ ‬نلمس‭ ‬دورا‭ ‬لمنظمات‭ ‬البيئة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬بلغته‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وبأس،‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬البتة‭ ‬لتلوث‭ ‬البيئة‭ ‬باحتضان‭ ‬الفيروس‭ ‬وتفقيسه‭ ‬وتكاثره،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يشكله‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬نادرة‭ ‬لتكثيف‭ ‬حملاتها‭ ‬ضد‭ ‬التلوث‭ ‬وللتوعية‭ ‬البيئية،‭ ‬دع‭ ‬عنك‭ ‬جماعات‭ ‬البيئة‭ ‬العربية‭ ‬والمحلية،‭ ‬فهذه‭ ‬جميعها‭ ‬اعتدنا‭ ‬على‭ ‬بياتها‭ ‬الشتوي‭ ‬الطويل،‭ ‬حتى‭ ‬تكاد‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬تخوض‭ ‬المعركة‭ ‬وحدها‭ ‬ضد‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬أهم‭ ‬حليف‭ ‬مفترض‭ ‬لها‭ (‬جمعيات‭ ‬البيئة‭ ‬المحلية‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭!).‬

وإذ‭ ‬نُحيي‭ ‬ما‭ ‬تفضلت‭ ‬به‭ ‬الوزيرة‭ ‬فائقة‭ ‬الصالح‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬النوّاب،‭ ‬مدّعم‭ ‬بأرقام‭ ‬عن‭ ‬مخالفات‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية،‭ ‬فإننا‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬تدارس‭ ‬تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬اعتيادية‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬أم‭ ‬يحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفة‭ ‬أدوات‭ ‬الضبط‭ ‬وتكثيفها‭ ‬للحد‭ ‬منها‭ ‬لئلا‭ ‬تشكل‭ ‬ضرراً‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬صحيا‭ ‬ومعيشيا،‭ ‬وحسب‭ ‬رد‭ ‬الوزيرة‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬المخالفات‭ ‬1519‭ ‬مخالفة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬فقط،‭ ‬منها‭ ‬266‭ ‬مخالفة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالنفايات‭ ‬الطبية،‭ ‬و228‭ ‬في‭ ‬اشتراطات‭ ‬التعقيم،‭ ‬و220‭ ‬في‭ ‬اشتراطات‭ ‬سلامة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬و962‭ ‬مخالفة‭ ‬للصيدليات،‭ ‬منها‭ ‬369‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأدوية‭ ‬و71‭ ‬مخالفة‭ ‬في‭ ‬ترخيص‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭.‬

ولا‭ ‬نعرف‭ ‬هل‭ ‬اطلع‭ ‬نوابنا‭ ‬جميعا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬المقلقة،‭ ‬ولكن‭ ‬نخشى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬بعضهم‭ ‬أو‭ ‬كلهم‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭ ‬دون‭ ‬تمحيص‭ ‬وتقليب‭ ‬للتمعن‭ ‬فى‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬دلالاتها،‭ ‬فنحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مخالفات‭ ‬تتعلق‭ ‬بصميم‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬وأحوالهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬وأياً‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬فإنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تمكنت‭ ‬الوزيرة‭ ‬وقطاعها‭ ‬من‭ ‬تقليل‭ ‬تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬إلى‭ ‬النصف‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يُعد‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬إنجازا‭ ‬مشرفا‭ ‬يُحسب‭ ‬لها‭ ‬وتُشكر‭ ‬عليه‭.‬