فجر جديد

المستهلك و “الذئاب”

| إبراهيم النهام

لا‭ ‬تزال‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬والضبط‭ ‬والربط‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬بيع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والاستهلاكية‭ ‬وخدمات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬البيع‭ ‬نفسها،‭ ‬التي‭ ‬يستغلها‭ ‬البعض‭ ‬لنهب‭ ‬الناس‭ ‬وسرقتهم‭ ‬والاستثراء‭ ‬على‭ ‬ظهورهم،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ملحوظ‭ ‬ومرصود‭ ‬ويتحدث‭ ‬به‭ ‬كثيرون‭ ‬دائمًا‭.‬

الرقابة‭ ‬المطلوبة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تطال‭ ‬أسعار‭ ‬بيع‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬البقالات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والسوبرماركت‭ ‬الذي‭ ‬يتوسط‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المحال‭ ‬بالبيع‭ ‬بأسعار‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬أسعار‭ ‬السوق‭ ‬بنسب‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬30‭ %‬،‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬أو‭ ‬رقيب‭.‬

ويبرر‭ ‬الكثير‭ ‬منهم،‭ ‬وللأسف‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬يتوجب‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬المستهلك،‭ ‬أسبابا‭ ‬هزيلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بأسعار‭ ‬الإيجارات،‭ ‬وانفتاح‭ ‬السوق،‭ ‬وأهمية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المستهلك‭ ‬نفسه‭ ‬واعيًا‭ ‬للأسعار‭ ‬التي‭ ‬تتزايد‭ ‬على‭ ‬غفلة،‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬ظروف‭ ‬الناس،‭ ‬وأحوالهم،‭ ‬والتزاماتهم‭ ‬المثقلة‭.‬

سمعنا‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬عن‭ ‬مطاعم‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ ‬وغيرها،‭ ‬تم‭ ‬إقفالها‭ ‬لأسباب‭ ‬ترتبط‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وطرق‭ ‬التخزين،‭ ‬وصلاحية‭ ‬الأغذية‭ ‬وغيرها،‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬ثبتت‭ ‬بالفعل،‭ ‬فإن‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬هو‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬أسماء‭ ‬هذه‭ ‬المطاعم‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام؛‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬عبرة‭ ‬لغيرها،‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬تفعلون‭ ‬أنتم‭ ‬ذلك؟

التراخي‭ ‬والمسايسة‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬القرصنة‭ ‬أمر‭ ‬يشجع‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬للمصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬بطرف‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التمادي،‭ ‬والتفنن‭ ‬في‭ ‬التحايل،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يستوي‭ ‬إلا‭ ‬بالضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬وشكرًا‭.‬