زبدة القول

رحيل الرئيس حسني مبارك

| د. بثينة خليفة قاسم

رحل‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬الأسبق‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬ناهز‭ ‬‮٩٢‬‭ ‬عاما،‭ ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬‮٩‬‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تنحيه‭ ‬عن‭ ‬السلطة،‭ ‬وأسعدني‭ ‬جدا‭ ‬ما‭ ‬رأيته‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬للرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬وإبداء‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬رحيله‭.‬

وكان‭ ‬مبارك‭ ‬قد‭ ‬قال‭ ‬جملة‭ ‬خالدة‭ ‬قبل‭ ‬تركه‭ ‬السلطة‭: ‬“‏إن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيز‭ ‬هو‭ ‬وطني‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬وطن‭ ‬كل‭ ‬مصري‭ ‬ومصرية،‭ ‬فيه‭ ‬عشت،‭ ‬وحاربت‭ ‬من‭ ‬أجله،‭ ‬ودافعت‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭ ‬وسيادته‭ ‬ومصالحه‭ ‬وعلى‭ ‬أرضه‭ ‬أموت‭ ‬وسيحكم‭ ‬التاريخ‭ ‬علي‭ ‬وعلي‭ ‬غيري‭ ‬بما‭ ‬لنا‭ ‬أو‭ ‬علينا،‭ ‬إن‭ ‬الوطن‭ ‬باق‭ ‬والأشخاص‭ ‬زائلون‭ ‬ومصر‭ ‬العريقة‭ ‬هي‭ ‬الخالدة‭ ‬أبدا،‭ ‬تنتقل‭ ‬رايتها‭ ‬وأمانتها‭ ‬بين‭ ‬سواعد‭ ‬أبنائها‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬بعزة‭ ‬ورفعة‭ ‬وكرامة‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل”‭.‬

وها‭ ‬هو‭ ‬مبارك‭ ‬يموت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬ويدفن‭ ‬في‭ ‬ثراها‭ ‬كما‭ ‬قال‭.‬

كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصر‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬انهارت‭ ‬وذهبت‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬قرار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحمي‭ ‬أمة‭ ‬ويحقن‭ ‬دماء‭ ‬أبنائها‭ ‬وهناك‭ ‬قرار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضيعها‭ ‬ويمحوها‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭.‬

وقد‭ ‬اتخذ‭ ‬مبارك‭ ‬القرار‭ ‬التاريخي‭ ‬الصحيح‭ ‬الذي‭ ‬سيذكره‭ ‬له‭ ‬التاريخ‭ ‬وحمى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬السقوط‭.‬

لقد‭ ‬أعجبني‭ ‬كثيرا‭ ‬تعليق‭ ‬أحد‭ ‬المصريين‭ ‬ممن‭ ‬رفضوا‭ ‬أن‭ ‬يساء‭ ‬إلى‭ ‬اسم‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬مبارك،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭: ‬اللهم‭ ‬ارحم‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭... ‬قل‭ ‬ما‭ ‬شئت‭ ‬عن‭ ‬إنجازاته‭ ‬الدنيوية،‭ ‬ولكن‭ ‬تأدب‭ ‬مع‭ ‬الله،‭ ‬ولا‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الجنة‭ ‬والنار‭.‬