نظام التقاعد في القطاعين

| عبدعلي الغسرة

الرؤية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬بشأن‭ ‬نظام‭ ‬التقاعد‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬برفع‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬المُبكر‭ ‬تدريجيًا‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬2019م‭ ‬بحده‭ ‬الأدنى‭ (‬55‭) ‬والأقصى‭ (‬65‭) ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬2023م،‭ ‬شمل‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬البنود،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ــ‭ ‬نظام‭ ‬صرف‭ ‬الزيادات‭ ‬السنوية‭ ‬للمتقاعدين،‭ ‬إعادة‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬القطاعين،‭ ‬احتساب‭ ‬رواتب‭ ‬الوزراء‭ ‬والنواب‭ ‬والشوريين‭ ‬والبلديين‭ ‬وكيفية‭ ‬احتساب‭ ‬متوسط‭ ‬الراتب‭ ‬التقاعدي‭ ‬أو‭ ‬المكافأة‭ ‬الشهرية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬والموظفين،‭ ‬تعديل‭ ‬نسبة‭ ‬الاشتراكات‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬والمدة‭ ‬المؤهلة‭ ‬لاستحقاق‭ ‬المعاش‭ ‬التقاعدي‭ ‬ومقدار‭ ‬الزيادة‭ ‬السنوية‭ ‬للمتقاعدين،‭ ‬وإجراءات‭ ‬أخرى‭ ‬بشأن‭ ‬التقاعد‭ ‬التي‭ ‬ستطال‭ ‬90‭ % ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬الحاليين‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭.‬

والتقاعد‭ ‬الذي‭ ‬وضعه‭ ‬الرئيس‭ ‬الألماني‭ ‬“أوتو‭ ‬فون‭ ‬بسمارك”‭ ‬عام‭ ‬1880م‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬يتوقف‭ ‬الشخص‭ ‬عندها‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬تمامًا،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬للعمل،‭ ‬ويحصل‭ ‬حينها‭ ‬على‭ ‬دخل‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬دخله‭ ‬أيام‭ ‬العمل،‭ ‬وعندما‭ ‬يتقاعد‭ ‬المُسن‭ ‬أو‭ ‬العاجز‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬له‭ ‬عُذره،‭ ‬لكن‭ ‬لماذا‭ ‬يتقاعد‭ ‬من‭ ‬يتمتع‭ ‬بالقوة‭ ‬والنشاط‭ ‬وهُو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬العمل؟‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬تقاعدوا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لأسباب‭ ‬مختلفة،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬العمل‭ ‬التجاري‭ ‬وآخرون‭ ‬ركنوا‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬وتمتعوا‭ ‬بأوقاتهم‭ ‬مع‭ ‬عائلاتهم‭.‬

لكن‭ ‬التقاعد‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬ليس‭ ‬نهاية‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬بداية‭ ‬حياة‭ ‬جديدة،‭ ‬نعم‭ ‬الدخل‭ ‬في‭ ‬التقاعد‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬أثناء‭ ‬العمل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتقاعد‭ (‬سواء‭ ‬كان‭ ‬رجلا‭ ‬أو‭ ‬امرأة‭) ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬عُمره؛‭ ‬فالمال‭ ‬مع‭ ‬أهميته‭ ‬فكثيرهُ‭ ‬أو‭ ‬قليلهُ‭ ‬لا‭ ‬يُعيق‭ ‬حياة‭ ‬المتقاعد‭ ‬الجديدة،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يَنتهي‭ ‬عُمره‭ ‬أثناء‭ ‬العمل‭ ‬وهناك‭ ‬مَن‭ ‬يبدأ‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد‭.‬

تبتغي‭ ‬الحكومة‭ ‬تحقيق‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬التقاعد‭ ‬الجديد،‭ ‬والقانون‭ ‬مازال‭ ‬جنينا،‭ ‬وسيمر‭ ‬القانون‭ ‬بمراحل‭ ‬المناقشة‭ ‬التشريعية‭ ‬والموافقة‭ ‬الحكومية‭ ‬مع‭ ‬تعديلاته‭ ‬ثم‭ ‬إصداره‭ ‬ليكون‭ ‬جاهزًا‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها‭ ‬الحكومة‭ ‬رافقتها‭ ‬إضافات‭ ‬وتعديلات‭ ‬في‭ ‬بنودها‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬فالقانون‭ ‬ليس‭ ‬بمواده،‭ ‬إنما‭ ‬بما‭ ‬يُحققه‭ ‬من‭ ‬منافع‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وإنسانية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والدولة‭.‬