صور مختصرة

البحرين بحاجة لمؤسسة للزواج

| عبدالعزيز الجودر

لا‭ ‬توجد‭ ‬أرقام‭ ‬دقيقة‭ ‬لأعداد‭ ‬الشباب‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬وتكوين‭ ‬أسرة‭ ‬بحرينية‭ ‬جديدة‭ ‬لطالما‭ ‬انتظرتها‭ ‬هذه‭ ‬الشريحة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬على‭ ‬السواء‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يحالفهم‭ ‬الحظ‭ ‬بدخول‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬الجديدة‭.‬

لدينا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬نساء‭ ‬يطلبن‭ ‬الستر‭ ‬والعفة‭ ‬وبناء‭ ‬أسرة‭ ‬صغيرة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهن‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الاستقرار،‭ ‬و”مكرمات‭ ‬ومحشومات”‭ ‬في‭ ‬بيوتهن‭ ‬وبين‭ ‬أحضان‭ ‬أفراد‭ ‬أسرهن،‭ ‬وبالرغم‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬متعلمة‭ ‬ومثقفة‭ ‬ومحافظة‭ ‬وربة‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬اندماجها‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬نجاحاتها‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬العمل‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬يدها‭ ‬عليها‭ ‬وجندت‭ ‬عصارة‭ ‬فكرها‭ ‬وعلمها‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬باشرت‭ ‬العمل‭ ‬فيه،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬الخاص‭ ‬أو‭ ‬المشترك‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬سنة‭ ‬الحياة‭ ‬تتطلب‭ ‬الولوج‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬الزواج‭ ‬باعتباره‭ ‬“كأس‭ ‬الكل‭ ‬شاربه”،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذكرا‭ ‬أو‭ ‬أنثى،‭ ‬ليرتقي‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الإنسانية‭ ‬الراقية‭ ‬أخلاقيا‭ ‬ودينيا‭ ‬واجتماعيا‭.‬

اليوم‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬أحوج‭ ‬الحبيبة‭ ‬البحرين‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬ستساهم‭ ‬مساهمة‭ ‬كبيرة‭ ‬وفعالة‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬إشكالية‭ ‬تأخر‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬والمساعدة‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أبوابه‭ ‬المشروعة،‭ ‬فهل‭ ‬سنسمع‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬ما‭ ‬يسر‭ ‬قلوب‭ ‬هذه‭ ‬الشريحة‭ ‬وبذلك‭ ‬تصبح‭ ‬لدينا‭ ‬مؤسسة‭ ‬وطنية‭ ‬جميع‭ ‬أعمالها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬السرية‭ ‬التامة،‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬المسؤولين‭ ‬والموظفين‭ ‬بمواصفات‭ ‬خاصة،‭ ‬وأن‭ ‬يعملوا‭ ‬بمستوى‭ ‬متقدم‭ ‬وأسس‭ ‬علمية‭ ‬مدروسة‭ ‬تحفظ‭ ‬خصوصية‭ ‬المتقدمين‭ ‬للزواج‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬ومساعدتهم‭ ‬في‭ ‬الاختيار‭ ‬الصحيح‭ ‬وتحقيق‭ ‬فرحة‭ ‬العمر‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬لم‭ ‬يدخلوا‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬بسبب‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬وتقديم‭ ‬استشارات‭ ‬ونصائح‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحياة‭ ‬الزوجية‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬أو‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬نأمل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬المطلب‭ ‬“ويا‭ ‬بخت‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬راسين‭ ‬بالحلال”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬