التحول الرقمي والنمو المعرفي للأطفال
| د. جاسم حاجي
مع الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، أصبحت لدى الأطفال طرق أكثر من أي وقت مضى ليغمروا أنفسهم في العالم الرقمي، لكن كما تبين دراسة جديدة، فإن الوقت الكثير الذي يتم قضاؤه أمام الشاشة قد تكون له عواقب على نمو الطفل الفكري، ونلاحظ أن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر بشكل يومي، هم أكثر نشاطاً وبشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى إصابتهم باللامبالاة وعدم الاكتراث بما يحدث حولهم.
من أجل بحث نُشر في مجلة لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين، استخلص الباحثون بيانات من دراسة التنمية المعرفية للمراهقين الطولية التي استمرت 10 سنوات، ركزوا على الأنشطة اليومية لـ 4524 طفلًا أميركيًا، تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عامًا، والتي جرت بين 1 سبتمبر 2018 و15 سبتمبر 2019، حلل الفريق مدى التزام المجيبين بالمبادئ التوجيهية الموصى بها للنشاط البدني ووقت الشاشة الترفيهية ومدة النوم.
أوضحت دراسة أن إصابة الأطفال في السابعة من العمر بمشكلات في الانتباه والتركيز، تزداد بزيادة أوقات مشاهدتهم التلفزيون من عمر سنة إلى 3 سنوات، ووجد الباحثون أن كل ساعة يومياً يقضيها الطفل قبل عمر 6 سنوات في مشاهدة التلفزيون، تزيد خطر إصابته بمشكلات في الانتباه بنسبة 10 %.
وجد الباحثون أن الأطفال الذين أمضوا أكثر من ساعتين أمام الشاشة يوميًا كان أداؤهم أسوأ في اختبارات الذاكرة واللغة وغيرها من اختبارات نشاط الدماغ مقارنة بالأطفال الآخرين، وبلغ متوسط تفاعل المشاركين مع الشاشات 3.6 ساعات في اليوم، سجل المشاركون الذين يندرجون تحت علامة ساعتين درجات أعلى بنسبة 4 في المئة في اختبارات التفكير من الأطفال الذين قضوا وقتًا أطول مع الأجهزة، كانت النتيجة جزءًا من جهد أكبر يبحث في التأثيرات المحتملة للالتزام بالمبادئ التوجيهية الكندية للحركة على مدار 24 ساعة للأطفال والشباب، والتي توصي بساعة من التمارين يوميًا، وأقل من ساعتين من وقت الشاشة، وتسعة إلى 11 ساعة من النوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 13 عاماً، لم يلب سوى 5 في المئة من المشاركين التوصيات الثلاث، بينما حقق 71 في المئة منهم توصية واحدة على الأقل.
تشير النتائج إلى أن قلة النوم وقلة النشاط البدني والتسمر أمام الشاشات قد تكون شائعة جدًا بالنسبة لرفاهية الأطفال.