سوالف

ثورة الأدباء الإيرانيين ستطيح بالنظام

| أسامة الماجد

مثقفوا‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬عرب‭ ‬وأكراد‭ ‬وفرس‭ ‬وبلوش،‭ ‬يعانون‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬ظلم‭ ‬سلطة‭ ‬خامنئي‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬الغاشمة،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬أديب‭ ‬تم‭ ‬إعدامه،‭ ‬وشرد‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الشعراء‭ ‬والقصاصين،‭ ‬وتحولت‭ ‬المنتديات‭ ‬الثقافية‭ ‬المراقبة‭ ‬أصلا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام‭ ‬إلى‭ ‬معسكرات‭ ‬اعتقال،‭ ‬ويستأجر‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬مجرمين‭ ‬محترفين‭ ‬للاعتداء‭ ‬على‭ ‬المثقفين‭ ‬والأدباء،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لهؤلاء‭ ‬أي‭ ‬ذنب‭ ‬سوى‭ ‬رفضهم‭ ‬السير‭ ‬وراء‭ ‬دعاية‭ ‬النظام‭ ‬وأكاذيبه،‭ ‬والذي‭ ‬يسعى‭ ‬كالثور‭ ‬الهائج‭ ‬المجنون‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬الأدباء‭ ‬والمثقفين‭ ‬أصحاب‭ ‬الضمير‭ ‬الحي‭ ‬عن‭ ‬جماهير‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭.‬

تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬اليوم‭ ‬رياح‭ ‬ثورة‭ ‬ستهب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬إيران،‭ ‬وهي‭ ‬ثورة‭ ‬“مثقفي‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية”‭ ‬التي‭ ‬ضاقت‭ ‬بالذل‭ ‬والبؤس‭ ‬والقهر‭ ‬والاستعباد،‭ ‬وعزمت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تنفض‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬غبار‭ ‬اليأس،‭ ‬وتحقق‭ ‬لنفسها‭ ‬الحرية‭ ‬والرخاء‭ ‬والعدالة‭ ‬وتلحق‭ ‬بالركب‭ ‬الحضاري‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والثورة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬ستكون‭ ‬على‭ ‬مرحلتين‭ ‬حسب‭ ‬الأخبار‭ ‬المتناقلة‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬المعارضة،‭ ‬مرحلة‭ ‬تمهيدية‭ ‬ومرحلة‭ ‬رئيسية،‭ ‬والمرحلة‭ ‬التمهيدية‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬تحطيم‭ ‬القيد‭ ‬وتدمير‭ ‬قضبان‭ ‬السجون،‭ ‬سجن‭ ‬البؤس‭ ‬والحاجة‭ ‬والمذلة،‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬تحرير‭ ‬المثقف‭ ‬صاحب‭ ‬الضمير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يثقله‭ ‬ويشله‭ ‬أو‭ ‬يصيبه‭ ‬بالضعف‭ ‬أو‭ ‬الانحراف،‭ ‬أو‭ ‬يستغل‭ ‬نتاجه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬الشعب‭.‬

أما‭ ‬المرحلة‭ ‬الرئيسية‭ ‬فهي‭ ‬حركة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بكل‭ ‬ألوانه‭ ‬مع‭ ‬الرواد‭ ‬والطلائع‭ ‬وهي‭ ‬حركة‭ ‬مسطح‭ ‬كبير‭ ‬يشمل‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشعب،‭ ‬حركة‭ ‬جماعية‭ ‬صاعدة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬إلى‭ ‬أعلى،‭ ‬حركة‭ ‬تحطيم‭ ‬القيد‭ ‬ووضوح‭ ‬الطريق‭ ‬والتحرر‭ ‬العظيم‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬المجرم‭ ‬وتحرير‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العصابة‭ ‬التي‭ ‬شوهت‭ ‬وجه‭ ‬الحياة‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬أحد‭ ‬الأدباء‭ ‬الإيرانيين‭ ‬القابعين‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الملالي‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭... ‬عندما‭ ‬يثور‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمره،‭ ‬سيهب‭ ‬العالم‭ ‬لمناصرته‭ ‬وتأييده‭.‬

حقيقة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الديكتاتوري‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬لصاحب‭ ‬الموهبة‭ ‬الخلاقة‭ ‬بأن‭ ‬يتصرف‭ ‬على‭ ‬هواه‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬تامة،‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬يخاف‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والمثقفين‭ ‬ويلاحقهم‭ ‬ويزج‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬السجون،‭ ‬لكن‭ ‬قريبا‭ ‬سيعرف‭ ‬أصحاب‭ ‬الموهبة‭ ‬الخلاقة‭ ‬معنى‭ ‬الحرية‭ ‬مع‭ ‬زوال‭ ‬النظام‭.‬