ياسمينيات

شكراً لك يا “كورونا”

| ياسمين خلف

أمر‭ ‬حسن‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬فعلته‭ ‬الحكومة‭ ‬عندما‭ ‬قررت‭ ‬تعليق‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬والمدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬فترة‭ ‬حضانة‭ ‬مرض‭ ‬الكورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭) ‬ويشعر‭ ‬المواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬بالاستقرار‭ ‬النفسي،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يطمئن‭ ‬أما‭ ‬غير‭ ‬بقاء‭ ‬طفلها‭ ‬أمام‭ ‬عينيها‭.‬

وتيرة‭ ‬الأحداث‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬أخذت‭ ‬في‭ ‬التسارع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬لكن‭ ‬أثبت‭ ‬المسؤولون‭ ‬جدارتهم‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬الوضع،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬بحكمة،‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬الطبي‭ ‬والتمريضي،‭ ‬ودعوة‭ ‬كل‭ ‬الموظفين‭ ‬للجهوزية‭ ‬لأي‭ ‬استدعاء‭ ‬عاجل،‭ ‬وإلغاء‭ ‬الإجازات،‭ ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬الحالات‭ ‬الخاصة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إخلاء‭ ‬مبنى‭ ‬مركز‭ ‬الأمراض‭ ‬الوراثية‭ ‬الخاص‭ ‬بمرضى‭ ‬السكلر‭ ‬من‭ ‬الذكور،‭ ‬وتحويله‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬لمركز‭ ‬للعزل‭ ‬والحجر‭ ‬الصحي،‭ ‬وتعاون‭ ‬المرضى‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬إخلائه،‭ ‬دليل‭ ‬صارخ‭ ‬على‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬والكوارث‭.‬

ومع‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬أكد‭ ‬استشاري‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العسكري‭ ‬الدكتور‭ ‬مناف‭ ‬القحطاني‭ ‬دوره‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬نسيج‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬أن‭ ‬يلصق‭ ‬المرض‭ ‬بعرق،‭ ‬أو‭ ‬طائفة‭ ‬معينة،‭ ‬فالمرض‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عرقا‭ ‬أو‭ ‬دينا‭ ‬أو‭ ‬جنسية،‭ ‬وعلينا‭ ‬جميعاً‭ - ‬كلا‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ - ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للشائعات‭ ‬التي‭ ‬تزرع‭ ‬الذعر‭ ‬والخوف‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭.‬

إغلاق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الصيدليات،‭ ‬لاكتشاف‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬تلاعبها‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬وإخفاءها‭ ‬الكمامات‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬إجراء‭ ‬تشكر‭ ‬عليه،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬جشع‭ ‬التجار،‭ ‬ومتى؟‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية،‭ ‬واستغلال‭ ‬حاجة‭ ‬الناس،‭ ‬فالضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬مطلوب‭ ‬وبشكل‭ ‬ملح‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭.  ‬وعلى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬ألا‭ ‬تغفل‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمهرجانات‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬التي‭ ‬يحتم‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬إلغاءها‭ ‬أو‭ ‬تأجيلها،‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬انتشار‭ ‬المرض،‭ ‬كونها‭ ‬أنشطة‭ ‬تضم‭ ‬تجمعات‭ ‬بشرية‭ ‬كبيرة‭. ‬

 

ياسمينة‭:‬

والله‭ ‬خير‭ ‬حافظا،‭ ‬وهو‭ ‬أرحم‭ ‬الراحمين‭.‬