فيروس كورونا من طهران إلى المنامة

| نجاة المضحكي

ظننا‭ ‬أن‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬كفيروس‭ ‬سارس‭ ‬أو‭ ‬إيبولا،‭ ‬لن‭ ‬يعرف‭ ‬للبحرين‭ ‬طريقا،‭ ‬فهو‭ ‬في‭ ‬قارات،‭ ‬ولن‭ ‬تتعمد‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬داهمها‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬بإرساله‭ ‬لنا،‭ ‬ونقول‭ ‬عمداً‭ ‬عندما‭ ‬فاجأنا‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬والذي‭ ‬لاحق‭ ‬زوارها،‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬هل‭ ‬انتشر‭ ‬بهذه‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الإيرانية،‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يخل‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬نعم‭ ‬إنه‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬طار‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬وحط‭ ‬في‭ ‬المنامة‭.‬

والغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يطالب‭ ‬بفتح‭ ‬المجال‭ ‬الجوي‭ ‬لقدوم‭ ‬الطائرات‭ ‬محملة‭ ‬بالعائدين‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬متجاهلا‭ ‬ما‭ ‬سيترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مضاعفات‭ ‬ستعصف‭ ‬بالجميع،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬لطالب‭ ‬نفس‭ ‬النواب‭ ‬بإغلاق‭ ‬الحدود‭ ‬فورا‭ ‬ومنع‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬العودة،‭ ‬وذلك‭ ‬بدعوى‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬وهذا‭ ‬طلب‭ ‬صحيح‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه،‭ ‬بأن‭ ‬غلق‭ ‬الحدود‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬لمحاصرة‭ ‬الفيروس،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬يكفي‭ ‬لنشر‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬الذي‭ ‬استنفرت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لمواجهته،‭ ‬ومنها‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تغلق‭ ‬اليوم‭ ‬مدارسها‭ ‬وجامعاتها‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬المرعب،‭ ‬فكيف‭ ‬يطلب‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬لقدوم‭ ‬مسافرين‭ ‬أكثر‭.‬

إن‭ ‬انتقال‭ ‬الفيروس‭ ‬مع‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬أمر‭ ‬يدعو‭ ‬للتساؤل،‭ ‬هل‭ ‬بهذه‭ ‬القوة‭ ‬انتشر‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬رش‭ ‬المسافرين‭ ‬بالفيروس،‭ ‬فالحرب‭ ‬البيولوجية‭ ‬ليست‭ ‬غريبة،‭ ‬بل‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬كيف‭ ‬نشرت‭ ‬أميركا‭ ‬فيروس‭ ‬الجدري‭ ‬بين‭ ‬الهنود‭ ‬الحمر‭.‬

نتمنى‭ ‬للمرضى‭ ‬الشفاء،‭ ‬كما‭ ‬نرجو‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬عنا‭ ‬وعن‭ ‬بلاد‭ ‬المسلمين‭ ‬والعالم‭ ‬البلاء،‭ ‬وأن‭ ‬تتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬بأية‭ ‬طريقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬الوباء‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬لسنوات،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تستجمع‭ ‬فيروساته‭ ‬لترسل‭ ‬مع‭ ‬العائدين‭ ‬لتضمن‭ ‬طهران‭ ‬استمرار‭ ‬تفشي‭ ‬الوباء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬