عنفوان

الرجل “المتعطِّش”

| جاسم اليوسف

أتعلمون‭ ‬يا‭ ‬معشر‭ ‬الرجال‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬ما‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬بالمرأة‭ ‬العارضة‭ ‬أو‭ ‬“الفاشينستا”‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وخصوصًا‭ ‬“الانستغرام”،‭ ‬هو‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬جدًّا‭ ‬وتبغض‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تمارسه‭ ‬بتفنّن‭ ‬شديد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه،‭ ‬ولكني‭ ‬سأتجرأ‭ ‬لأحمي‭ ‬بني‭ ‬جنسي‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬العبث‭ ‬أو‭ ‬لعلّي‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬أبني‭ ‬جسرًا‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬لهم،‭ ‬يقودهم‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ضدهم‭ ‬من‭ ‬تضليل‭ ‬وتعتيم‭ ‬إعلامي‭ ‬لتعزيز‭ ‬أجندات‭ ‬نسوية‭ ‬ضيّقة‭.‬

يا‭ ‬سادتي‭ ‬الرجال،‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ماكنة‭ ‬العرض‭ ‬لدى‭ ‬النساء‭ ‬وبناء‭ ‬جيش‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ (‬followers‭) ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬الرجال‭ ‬المتعطشين‭ ‬لرؤية‭ ‬أزرار‭ ‬قميص‭ ‬نوم‭ ‬مفتوحة‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬خصر‭ ‬عشرينية‭ ‬مفعمة‭ ‬القوام‭ ‬هناك،‭ ‬فتضج‭ ‬التعليقات‭ ‬الذكورية‭ ‬في‭ ‬صفحاتهن‭ ‬مكبّرة‭ ‬ومهلّلة‭ ‬لهذا‭ ‬“الوجه‭ ‬والجسد‭ ‬المزيّف”‭ ‬المليء‭ ‬بعمليات‭ ‬الشفط‭ ‬والتكبير‭ ‬والتصغير،‭ ‬معتقدين‭ ‬أنهم‭ ‬سيسعفهم‭ ‬الحظ‭ ‬في‭ ‬خطب‭ ‬ودِّها‭ ‬بعد‭ ‬ترك‭ ‬مئات‭ ‬القبلات‭ ‬والكلمات‭ ‬المنمّقة‭ ‬والتي‭ ‬سيحسدها‭ ‬عليهم‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬حيًّا‭.‬

‭ ‬المرأة‭ ‬بطبيعتها‭ ‬تشتم‭ ‬رائحة‭ ‬العطش‭ ‬لدى‭ ‬الرجل‭ ‬من‭ ‬بُعد‭ ‬أميال‭ ‬وتضحك‭ ‬كثيرًا‭ ‬وتبتهل‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يطيل‭ ‬عمر‭ ‬الرجل‭ ‬“المغفّل”‭ ‬لتواصل‭ ‬بناء‭ ‬امبراطوريتها‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬والشهرة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬عطشه‭ ‬غير‭ ‬المقنن‭ ‬والمليء‭ ‬بأحلام‭ ‬اليقظة،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أمر‭ ‬أدعى‭ ‬للمرأة‭ ‬من‭ ‬فقد‭ ‬احترامها‭ ‬للرجل‭ ‬إلا‭ ‬باتصافه‭ ‬بالليونة‭ ‬ومعاملتها‭ ‬كآلهة‭ ‬هطلت‭ ‬من‭ ‬السماء‭.‬