“عرشُ” الوافدين في المدارس الخاصة!

| د. جاسم المحاري

ترددت‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ - ‬الذي‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬بالذات‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬فاضت‭ ‬عليه‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭ ‬بكوادرها‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والإدارية‭ ‬والفنية‭ ‬ذات‭ ‬الخبرة‭ ‬عبر‭ ‬“طوفان”‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬من‭ ‬حقل‭ ‬التعليم‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬فاقت‭ ‬نسبته‭ ‬40‭ % ‬بواقع‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬موظف‭ ‬وموظفة‭ - ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تِعداد‭ ‬ما‭ ‬وردني‭ ‬من‭ ‬اتصالات‭ ‬وما‭ ‬تسلمته‭ ‬من‭ ‬رسائل‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬العاملين‭ ‬أو‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المعنيين‭ ‬بهم‭ ‬الشأن‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي؛‭ ‬حثني‭ ‬بحسّ‭ ‬وطني‭ ‬مسؤول‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المغلوط‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الإيجاز‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ولأجل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬الرسالة‭ ‬جليّة‭ ‬للمعنيين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

دونما‭ ‬ريب،‭ ‬إنّ‭ ‬التربية‭ ‬–‭ ‬بمجمل‭ ‬الأفعال‭ ‬والآثار‭ ‬التي‭ ‬يُسبغها‭ ‬فرد‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬بغية‭ ‬خلق‭ ‬استعدادات‭ ‬تُمكنه‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬غاياته‭ ‬–‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬المدرك‭ ‬لواقعه‭ ‬ومستقبله‭ ‬الذي‭ ‬يُمكنه‭ ‬من‭ ‬تحمّل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬وتقدم‭ ‬مجتمعه‭ ‬وتطوره‭ ‬ورفعة‭ ‬وطنه‭ ‬ورقيه‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وتأدية‭ ‬أدواره‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬باعتبارها‭ ‬سياسة‭ ‬وطنية‭ ‬ودعامة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬شخصية‭ ‬المتعلم‭ ‬وإعداده‭ ‬ليكون‭ ‬عضواً‭ ‬فاعلاً‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬وسواها‭ ‬–‭ ‬مثالا‭ ‬لا‭ ‬حصراً‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬بشقيها‭ ‬الوطني‭ ‬والأجنبي‭ - ‬تشرعُ‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الانحسار‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬تلاشت‭ ‬فيها‭ ‬“التغذية‭ ‬الوطنية”‭ ‬ممثلةً‭ ‬في‭ ‬كوادرها‭ ‬الريادية‭ ‬التي‭ ‬تزخر‭ ‬بها‭ ‬بحريننا‭ ‬بصنوف‭ ‬ذوي‭ ‬العطاء‭ ‬الممتد‭ ‬والخبرات‭ ‬اللامحدودة‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وإشارتنا‭ ‬هذه‭ ‬لا‭ ‬تنتقص‭ ‬من‭ ‬عطاءات‭ ‬المقيمين‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬جرس‭ ‬تنبيه‭ ‬للمعنيين‭ ‬ومتخذي‭ ‬القرار‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬مليئة‭ ‬بالطاقات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتبوأ‭ ‬بجدارة‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬الريادية‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬والأقسام‭ ‬التي‭ ‬تُعنى‭ ‬بتدريس‭ ‬مادتي‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والتربية‭ ‬للمواطنة‭ ‬–‭ ‬وأقلها‭ - ‬في‭ ‬شق‭ ‬المدارس‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬أبناءنا‭ ‬في‭ ‬متنوع‭ ‬مراحلها‭ ‬التعليمية‭ ‬الثلاث‭. ‬

نافلة‭:‬

يؤكد‭ ‬الكاتب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬“ويلز”‭ ‬أن‭ ‬المدنية‭ ‬سباق‭ ‬بين‭ ‬التربية‭ ‬والدمار‭! ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لتقدم‭ ‬المجتمع‭ ‬وازدهاره،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬سيكون‭ ‬الفوز‭ ‬حليف‭ ‬مدنيتنا‭ ‬البحرينية‭ ‬الخالصة‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬السباق‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬“قُوضَتْ‭ ‬بمجهود‭ ‬تشريعي‭ ‬أو‭ ‬مرسوم‭ ‬تنفيذي”‭ ‬سطوة‭ ‬عروش‭ ‬الوافدين‭ ‬الذين‭ ‬تربعوا‭ ‬لسنين‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الهرم‭ ‬الإداري‭ ‬والتعليمي‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬مدارسنا‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬فاق‭ ‬عددها‭ ‬70‭ ‬مدرسة،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬إمارة‭ ‬عجمان‭ ‬أسوة‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬حصر‭ ‬قراره‭ ‬الأخير‭ ‬الوظائف‭ ‬القيادية‭ ‬والإشرافية‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭.‬