اجتياز محاضرة في الثقافة الزوجية قبل عقد الزواج

| أحمد عمران

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتزايد‭ ‬فيه‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وتتراكم‭ ‬ملفات‭ ‬النزاعات‭ ‬الأسرية‭ ‬الطاحنة،‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬أية‭ ‬مبادرات‭ ‬جدية‭ ‬لدراسة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬الطلاق،‭ ‬فأصبح‭ ‬الطلاق‭ ‬مطلبا‭ ‬يطرحه‭ ‬الأزواج‭ ‬على‭ ‬ألسنتهم‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬كحل‭ ‬أول‭ ‬لأية‭ ‬مشكلة‭ ‬قد‭ ‬تصادفهم‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬زواجهم‭ ‬الأولى‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬الثقافة‭ ‬الزوجية‭ ‬وكيفية‭ ‬إدارة‭ ‬المشاكل‭ ‬بشكل‭ ‬واع،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬برامج‭ ‬توعوية‭ ‬إجبارية‭ ‬للطرفين‭ ‬قبل‭ ‬الزواج،‭ ‬وأنسب‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬اشتراط‭ ‬اجتياز‭ ‬محاضرة‭ ‬خاصة‭ ‬بالحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬وثقافتها‭ ‬يقدمها‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأسري،‭ ‬يكون‭ ‬حالها‭ ‬كحال‭ ‬الفحص‭ ‬الطبي‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬الزواج،‭ ‬وأيضاً‭ ‬كحال‭ ‬مشابه‭ ‬للمحاضرة‭ ‬التوعوية‭ ‬التي‭ ‬تشترطها‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬على‭ ‬المتدرب‭ ‬قبل‭ ‬التدريب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬قيادة‭ ‬السيارة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يرتكب‭ ‬المخالفات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬خطراً‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭.‬

وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬التجربة‭ ‬الماليزية‭ ‬التي‭ ‬تشترط‭ ‬اجتياز‭ ‬دورة‭ ‬تثقيفية‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬كامل‭ ‬يأخذها‭ ‬المقبلون‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬قبل‭ ‬زواجهم،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تقارب‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬تخفيض‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬المتزايدة‭ ‬آنذاك،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬النسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬32‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬1992م‭ ‬لتصبح‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002م‭ ‬7‭ %.‬

لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬المتخصصين‭ ‬بهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ودراسته‭ ‬دراسة‭ ‬وافية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جوانبه‭ ‬وذلك‭ ‬للتوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬ناجعة‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬مجتمعنا‭ ‬المحلي،‭ ‬وكذلك‭ ‬لوقايته‭ ‬من‭ ‬الخلافات‭ ‬الأسرية‭ ‬والانحرافات‭ ‬السلوكية‭ ‬بأنواعها‭ ‬ومعالجتها‭ ‬قبل‭ ‬وصول‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الطلاق،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الطلاق‭ ‬تمزيق‭ ‬وهدم‭ ‬لكيان‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬اللبنة‭ ‬الأساسية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬والثقافة‭ ‬والوعي‭ ‬الحل‭ ‬الأول‭ ‬للتقليل‭ ‬منه‭ ‬ومن‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬عليه‭.‬