هل يعقل؟

| زهير توفيقي

نعم‭... ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الجمعيات‭ ‬المهنية‭ ‬والخيرية‭ ‬والأندية‭ ‬والاتحادات‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬حكمهم‭ ‬بجميع‭ ‬الفئات‭ ‬بلغ‭ ‬‮٦٢٩‬،‭ ‬بحسب‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭! ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬كتبت‭ ‬مقالا‭ ‬عن‭ ‬نفس‭ ‬الموضوع،‭ ‬واليوم‭ ‬أذكر‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬بضرورة‭ ‬تغيير‭ ‬النظام‭ ‬والشروط‭ ‬المتبعة‭ ‬لإشهار‭ ‬أية‭ ‬جمعية‭ ‬أو‭ ‬ناد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬كلمة‭ ‬ودور‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬تشريع‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬بهدف‭ ‬الحد‭ ‬منها،‭ ‬فهي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تقنين‭ ‬جدي‭ ‬وجذري‭.‬

وما‭ ‬دعاني‭ ‬إلى‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬الخبر‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬بتاريخ‭ ‬‮١٧‬‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري‭ ‬بخصوص‭ ‬استقبال‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬أول‭ ‬ناد‭ ‬عربي‭ ‬“روتاري”‭ ‬ناطق‭ ‬باللغة‭ ‬العربية”‭.‬

بصراحة‭ ‬شديدة‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬المجاملات‭ ‬وليعذرني‭ ‬أعضاؤه‭ ‬الذين‭ ‬تربطني‭ ‬بهم‭ ‬علاقة‭ ‬حميمة‭ ‬وأكن‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير،‭ ‬لا‭ ‬أفهم‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬نريد‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬النادي،‭ ‬شخصيا‭ ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬روتاريا‭ ‬ولكنني‭ ‬حضرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اجتماعاته‭ ‬وفعالياته،‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬هدف‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭! ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نادي‭ ‬الروتاري‭ ‬لحفظ‭ ‬هويتنا‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭! ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬ذلك،‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬النادي‭ ‬خلق‭ ‬علاقات‭ ‬وصلات‭ ‬قريبة‭ ‬بين‭ ‬أعضائه‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المهن‭ ‬وتقديم‭ ‬مساهمات‭ ‬وأعمال‭ ‬خيرية‭ ‬للمجتمع‭ (‬كما‭ ‬هو‭ ‬مذكور‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬الصحافي‭ ‬المنشور‭)‬،‭ ‬لذا‭ ‬أرى‭ ‬أننا‭ ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬اجتماعية‭ ‬جديدة‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬جديدة،‭ ‬ألا‭ ‬تعتقدون‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتحمل‭ ‬أكثر‭ ‬بحكم‭ ‬مساحتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬المحدودة‭ ‬جدًا‭.‬

نحن‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تقنين‭ ‬تلك‭ ‬الجمعيات،‭ ‬بل‭ ‬دمج‭ ‬بعضها‭ ‬بهدف‭ ‬توفير‭ ‬الطاقات‭ ‬والجهود‭ ‬والموارد‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الجمعيات‭ ‬والأندية‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مهنية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬خيرية‭.‬

لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬قريبًا‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬ناد‭ ‬للروتاري‭ ‬بلغات‭ ‬أخرى،‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬يسمح‭ ‬بذلك،‭ ‬وهنا‭ ‬مكمن‭ ‬الفرس،‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المناصرين‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والخيري‭ ‬وأثمن‭ ‬عاليًا‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬لخدمة‭ ‬مجتمعنا‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬مختلفة،‭ ‬لكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يعانون‭ ‬الكثير‭ ‬بسبب‭ ‬شح‭ ‬الميزانية،‭ ‬إذ‭ ‬إنهم‭ ‬يعتمدون‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كليًا‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬لهم‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬والبنوك‭ ‬الخاصة‭.‬

خلاصة‭ ‬الكلام‭.. ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بإنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬المؤسسي‭ ‬وتطبق‭ ‬ثنائية‭ ‬الكم‭ ‬والنوع‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬