صور مختصرة

“رضينه بالهم والهم ما رضى فينه”

| عبدالعزيز الجودر

في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬برزت‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭ ‬تصريحات‭ ‬“لا‭ ‬ينعرف‭ ‬راسها‭ ‬من‭ ‬كرياسها”‭ ‬وعبارات‭ ‬وكلمات‭ ‬موجعة‭ ‬صدرت‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة،‭ ‬وبعض‭ ‬النواب‭ ‬والشوريين،‭ ‬جميعها‭ ‬تلامس‭ ‬كرامة‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬وتقلل‭ ‬من‭ ‬أهميتهم‭ ‬ووجودهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬“وتكسر‭ ‬مياديفهم‭ ‬وتشق‭ ‬أشرعتهم”،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لذكر‭ ‬تفاصيلها‭ ‬وعلى‭ ‬لسان‭ ‬من‭ ‬قيلت‭ ‬لأنها‭ ‬معروفة‭ ‬ومتداولة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬وأصبحت‭ ‬وأمست‭ ‬“مقثة”‭ ‬ومحل‭ ‬استياء‭.‬

تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬الفردية‭ ‬الاستفزازية‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬على‭ ‬مسامعنا‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أصلا‭ ‬موجودة‭ ‬قبلا‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬وأخلاق‭ ‬و”سنع”‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

البحريني‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ‭ ‬الطويل‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬المتصدر‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والمهن‭ ‬ففي‭ ‬جيناته‭ ‬الوراثية‭ ‬طينة‭ ‬التعلم‭ ‬والإبداع‭ ‬والصبر‭ ‬وتحمل‭ ‬المشاق‭ ‬والإصرار‭ ‬والعزيمة‭ ‬والإرادة،‭ ‬ولا‭ ‬غرابة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬امتداد‭ ‬للرعيل‭ ‬الأول‭ ‬لأولئك‭ ‬الرجال‭ ‬الأقوياء‭ ‬الذين‭ ‬حفروا‭ ‬الصخر‭ ‬وبذلوا‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬الحلال‭ ‬وتعرضوا‭ ‬للمخاطر‭ ‬والأهوال‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬البحار‭ ‬والسفر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التجارة‭ ‬وزرعوا‭ ‬الأراضي‭ ‬الجرداء‭ ‬وعمروا‭ ‬البحرين‭ ‬وحافظوا‭ ‬عليها‭ ‬وأصبحت‭ ‬أسماؤهم‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية‭. ‬

 

لذلك‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لأي‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬كائنا‭ ‬من‭ ‬كان،‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬منه‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التصريحات‭ ‬بحق‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الطيب،‭ ‬إنما‭ ‬التصريحات‭ ‬في‭ ‬إصابة‭ ‬الحق‭ ‬وإظهار‭ ‬الحقيقة‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬دون‭ ‬“لف‭ ‬أو‭ ‬دوران”‭ ‬حول‭ ‬الواقع‭ ‬المتعب‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬طبقة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬“وهذي‭ ‬اللي‭ ‬يقول‭ ‬رضينه‭ ‬بالهم‭ ‬والهمّ‭ ‬مارضى‭ ‬فينه”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬